responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 407
نقله للاحاديث.

ثمّ يقول الكاتب: (إنّ الامام الصادق كان دائماً ينفي علمه بالغيب)[1].

فلو تفضّل علينا الكاتب ونقل لنا رواية واحدة خالصة تدلّ على أنّ الامام نفى عنه علم الغيب الذي أعطاه الله لنبيّه، وعلّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أوصيائه، وبما أنّه لم يجد ذلك استشهد بالرواية أعلاه التي يلف صدرها جو التقيّة، وأمّا ذيلها بعدما انفضّ المجلس ـ كما تقول الرواية ـ ففيه تصريح الامام لاصحابه بمقدار علمه.

ثمّ راح أحمد الكاتب يستدلّ برواية تقول: إنّ الامام أخبر أصحابه بأنّ عليهم عيناً، ولم يرَ اُولئك الاصحاب ذلك العين، فقال الكاتب معقباً على الرواية بأنّها تحمل التناقض في نفسها، لانّ الامام يخبرهم عن العين وأصحابه لم يشاهدوه، وراح يشنّع على الشيعة بذلك، ونسي الكاتب أنّ الرواية ضعيفة بإبراهيم بن إسحاق الاحمر الذي يقول النجاشي بحقّه: (ضعيفاً في حديثه مموهاً)[2]، وكذلك قال الطوسي: (ضعيفاً في حديثه، متهماً في دينه)[3].

ونحن هنا نريد أن ننبّه الكاتب على أنّ الباحث عليه أن يطمئن للروايات التي يستدلّ بها، وليس من قصدنا تضعيف الرواية، لانّه على فرض صحّة الرواية، فإنّه لا يوجد فيها أي تناقض، لانّ إخبار الامام بأنّ عليهم عيناً لا يستلزم معرفتهم به، أضف إلى ذلك أنّها معارضة بجم غفير من الروايات التي حفلت بها كتب الشيعة، والتي تصرّح بأنّ الائمّة لهم علم خاص ورثوه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما صرّح بذلك الامام الصادق (عليه السلام) [4].

ثمّ شنّ الكاتب هجومه الجديد على الشيعة حول مسألة التقيّة، وجعلها ظاهرة


[1]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 77.

[2]رجال النجاشي: ص 19، رقم 21.

[3]معجم رجال الحديث: ج 1، ص 204 ـ 206/ 102.

[4]بصائر الدرجات: ص 129.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست