responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 394
يمثّل الامامة، فتمسّكوا بالامام الصادق وقالوا: إنّ الامام لم يمت، وسمّوا الناووسيّة.

والبعض الاخر نجده يتمسّك ببعض أبناء الائمّة الذين يحملون بعض المواصفات مثل أكبر ولده، أو ما شابه ذلك، ويجعلونه الامام مع رفضه لهذا الموقع.

والبعض الاخر نجدهم يتمسكون حتّى بأبناء الائمّة الذين توفّوا في حياتهم، فكلّ ذلك نتيجة لغموض المصداق لديهم; لما فرضته الظروف، وخصوصاً في زمن الامام الصادق (عليه السلام) الذي تحدّث عنه محمد أبو زهرة فقال: (فلا ريب من وجود التقيّة في عصر الصادق ومن بعده، وهي كانت مصلحة للشيعة، وفيها مصلحة الاسلام، لانّها كانت مانعة من الفتن المستمرّة)[1].

ولكن رغم تلك الظروف نجد في كلّ عصر وزمان ثلّة من المؤمنين يحملون فكرة الامامة مشعلاً وهّاجاً، ويعرفون مصداقها الحقيقي باسمه ونسبه، وصرّح الائمّة لهم في ذلك، كما قال الامام الكاظم (عليه السلام) لهشام بن سالم مع مجموعة من الشيعة، قال له: "سل تُخبر، ولا تُذِع، فإن أذعت فهو الذبح"[2].

فهذا هو الواقع الذي عاشه الشيعة مع أئمّتهم على مر العصور، وأكثر من ذلك فلقد كان المنصور يبعث جواسيسه بمعيّة الاموال حتّى يسلّموها إلى الامام الصادق (عليه السلام) ليتمكّن المنصور من قتله بهذه الطريقة، كما حدّث بذلك ابن المهاجر[3].

فهذه هي الظروف التي تحكم الائمّة في بعض الاحيان في طرح ما يؤمنون به داخل الساحة الاسلاميّة، وعلى أساس هذا الواقع يجب دراسة تحرّكات الائمّة وتصرّفات الشيعة في بعض الاوقات، فلم يعطِ الكاتب لهذا الواقع أي أهميّة في دراسته، وأكثر من ذلك راح يكذّب على الاماميّة بقوله: (وكان الاماميّون قد التفّوا حوله)[4] أي


[1]الامام الصادق: ص 243 ـ 244 بتصرّف.

[2]الارشاد: ج 2، ص 222; بصائر الدرجات: ص 250 ـ 252; رجال الكشي: ترجمة هشام بن سالم، ص 282 ـ 283، رقم 502.

[3]مناقب ابن شهرآشوب: ج 4، ص 239 ـ 240.

[4]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 87.





اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست