responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 392
واستطاعت الدولة الامويّة أن تحجّم هذه الشخصيّة، وتؤطّر ثورتها بإطار خاص، لا يتعدّى تحقيق المطامع الشخصيّة لذلك الثائر البطل.

أضف إلى ذلك، النشاط السياسي الفعّال الذي قام به ابن الزبير ضد هذه الشخصيّة الاسلاميّة التي انتزعت الحكم من الزبيريين، حتّى قاتل المختار مصعب بن الزبير، الذي سيطر الاخير على الحكم، ولقد ترجم الزبيريّون هذا الموقف ضدّ المختار عندما بعث ابن الزبير أخاه عروة إلى محمّد بن الحنفيّة يقول له: (إنّي غير تاركك أبداً حتّى تبايعني أو اُعيدك في الحبس، وقد قتل الله الكذّاب الذي كنت تدّعي نصرته)[1].

فتحجيم شخصيّة المختار وتأطيرها بإطار ضيّق إجتمع عليه المتضادّان، الدولة الامويّة والزبيريّون، ورموه بالتهم والاباطيل، وحاولوا إخفاء حقيقة ثورته; لانّ في حقيقة ثورته الاعتراف بإمامة زين العابدين عندما كتب إليه، كما يقول المسعودي، وهذا الاعتراف يدين كلا الطرفين، يدين الدولة الامويّة لاستلامها مقاليد السلطة في المجتمع الاسلامي مع وجود أئمّة الحقّ ومصابيح الدجى "الذين جعلهم الله عزّ وجلّ أئمّة للناس وأوجب عليهم طاعتهم"[2]، كما يقول الامام زين العابدين (عليه السلام).

ويدين الزبيريين الذين يدعون الناس إليهم، ويحاولون كمّ الافواه بالنار والحديد، كما هو واضح في تهديدهم لمحمّد بن الحنفيّة، إمّا بالبيعة أو بالحبس[3].

إذن، عقيدة المختار اجتمع على تشويهها الاعداء ـ الامويّون والزبيريّون ـ لانّ تلك العقيدة أرادت نصرة أهل البيت (عليهم السلام) وإرجاع الحق إليهم، ولقد وفّى بعض هذه الاهداف، وقال بحقّه الامام الصادق (عليه السلام): "ما امتشطت فينا هاشميّة ولا اختضبت حتّى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين (عليه السلام) "، وهذه الرواية صحيحة السند كما يقول السيّد الخوئي[4].


[1]الطبقات الكبرى: ج 5، ص 79/ 680.

[2]كمال الدين: ص 299 ـ 300.

[3]الطبقات الكبرى: ج 5، ص 79/ 680.

[4]معجم رجال الحديث: ج 18، ص 94.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست