responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 366
(قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللهِ آتَانِى الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيّاً)[1].

قال الرازي في الحكم الذي اُعطي ليحيى: إنّه النبوّة[2]. وذلك لانّ الله تعالى قد أحكم عقله في صباه، وأوصى إليه، ذلك لانّ الله تعالى بعث يحيى وعيسى (عليهما السلام) وهما صبيّان.

إذن، مسألة تقليد منصب النبوّة والقيادة والحكم لمن هو صبي لا ضير فيه بنص القرآن.

ولمّا كانت الامامة الالهيّة تجري مجرى النبوّة، وأنّ أمر الامامة ليس بيد أحد، بل بيد الله تعالى يضعه حيث يشاء، كما يقول أبو بصير: كنت عند الصادق (عليه السلام)، فذكروا الاوصياء وذكرت إسماعيل، فقال: "لا والله يا أبا محمّد، ما ذاك إلينا، وما هو إلاّ إلى الله عزّ وجلّ ينزل واحداً بعد واحد"[3].

ويقول الامام الصادق (عليه السلام) لاحد أصحابه: "أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد؟ لا والله، ولكن عهدٌ من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل فرجل حتّى ينتهي الامر إلى صاحبه"[4].

إذن، وبعد ما تقدّم، فلا ضير أن يكون الجواد أو غيره من الائمّة (عليهم السلام) بأعمار معيّنة ويستلمون الحكم والقيادة للشيعة.

يقول الشيخ المفيد: (إنّ كمال العقل لا يستنكر لحجج الله تعالى مع صغر السن، قال الله سبحانه: (قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللهِ آتَانِىَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيّاً)، فخبر عن المسيح (عليه السلام) بالكلام في المهد، وقال في قصّة يحيى (عليه السلام): (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً)، وقد أجمع جمهور الشيعة مع سائر من خالفهم على أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عليّاً (عليه السلام) وهو صغير السن، ولم يدعِ الصبيان غيره، وباهل بالحسن والحسين (عليهما السلام) وهما طفلان، ولم يُرَ مباهل قبله ولا بعده باهل بالاطفال، وإذا كان


[1]مريم: الاية 29 ـ 30.

[2]تفسير الفخر الرازي: ج 21، ص 164.

[3]الكافي: ج 1، ص 337، ح 1.

[4]الكافي: ج 1، ص 337، ح 2.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست