responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 335
إنّ الفكر الامامي لم يقل: إنّ العصمة في مطلق الامام، بل قال: إنّ العصمة في الامام المنصوب المعيّن والمنصوص عليه، والذي حصل على ذلك الوسام وتلك الدرجة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن آبائه، فكلمة (مطلق الامام) عند الكاتب أراد منها المعنى الذي روّج له الامويون، ذلك المعنى الذي يشمل كلّ من أتى إلى الحكم بأي طريقة أو اُسلوب، وظهرت منه الاخطاء، وظهر منه الزلل والاعتداء والظلم، فأراد الكاتب أن يضرب التشيّع بأنّ بعض الائمّة يظهر منهم الغلط والزلل والظلم، فكيف ينعتون بالعصمة والنص؟ وأراد من هذا الطريق توهين نظريّة الامامة، ونسي أحمد الكاتب أنّ الامويّين هم الذين رفعوا شعار مطلق الامام، وطالبوا المسلمين بطاعة خلفائهم طاعة مطلقة ـ كما قال أحمد الكاتب ذلك بنفسه[1] ـ وليس أئمّة أهل البيت (عليهم السلام).

النص والتعيين في الفكر الاسلامي


بعد أن دلّ القرآن الكريم على عصمة أهل البيت بنص آية التطهير، وباعتراف المفسّرين من الفريقين، نجد أنّ مفاهيم العصمة والنص والتعيين هي الركيزة الاساسيّة في الفكر الاسلامي، ولهذا حاول الامويّون سرق هذه المفاهيم وإلصاقها بهم، يقول يزيد مؤبناً أباه معاوية: (إنّ معاوية بن أبي سفيان كان عبداً من عبيد الله، أكرمه الله واستخلفه وخوّله ومكّن له.... وقد قلّدنا الله عزّ وجل ما كان إليه)[2].

فالخلافة لمعاوية من الله تعالى كما يقول يزيد، وإنّ الله قلّده إيّاها.

وبهذا نطق الوليد بن يزيد بقوله: (استخلف الله خلفاءه على منهاج نبوّته حين قبض نبيّه)[3].

وراح الحجّاج يطلق صفة العصمة على أميره عبدالملك بن مروان، حين قال له في رسالة موجّهة إليه: (لعبدالله عبدالملك أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين، المؤيّد


[1]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 50.

[2]الامامة والسياسة: ج 1، ص 174.

[3]تاريخ الطبري: ج 5، ص 529.





اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست