responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 315
القيامة".

ولم يكتف المفضّل بهذا الجواب، بل راح يسأل عن السر وراء جعل الامامة في ولد الحسين (عليه السلام) دون ولد الامام الحسن (عليه السلام)، وهما سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسيّدا شباب أهل الجنّة، فأجابه الصادق (عليه السلام): "إنّ موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين، فجعلها الله في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لاحد أن يقول: لِمَ فعل الله ذلك؟ فإنّ الامامة خلافة الله عزّوجلّ، ليس لاحد أن يقول لِمَ جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن؟ لانّ الله هو الحكم في أفعاله، لا يُسأل عن فعله وهم يسألون"[1].

وهل هناك أوضح من هذا الدفاع عن المنهج الرسالي في الخلافة والامامة؟!

وهكذا سار الامام موسى الكاظم (عليه السلام) في دفاعه عن منصبه الذي نصّبه الله فيه، فقال للرشيد: "أنا إمام القلوب، وأنت امام الجسوم"[2].

وأمّا علي بن موسى الرضا فقد ذكر لاهل نيشابور حديث السلسلة الذهبيّة: "لا إلـه إلاّ الله حصني، فمن دخل حصني أمِنَ من عذابي". وذكر لهذا الحديث تلك السلسلة الذهبيّة ـ آباءه الطاهرين ـ التي يقول عنها أحمد بن حنبل: (لو قرأت هذا الاسناد على مجنون لبرئ من جنّته)[3].

فعندما ذكر الرضا (عليه السلام) ذلك لاهل نيشابور، أخرج رأسه من راحلته وقال لهم: "بشروطها، وأنا من شروطها"[4].

بل أكثر من ذلك جعل الامام الرضا (عليه السلام) طاعته مفروضة على الناس، فقال له أحدهم يوماً: طاعتك مفروضة؟ فقال: "نعم"، وأراد ذلك الرجل أن يعرف أنّ هذه الطاعة هي نفس تلك الطاعة التي امتلكها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له: مثل طاعة


[1]بحار الانوار: ج 12، ص 66، باب 3، ح 12.

[2]الصواعق المحرقة: ج 2، ص 592.

[3]مناقب آل أبي طالب: ج 4، ص 341 ـ 342.

[4]نقله في مجلة للسنة الاولى ص 415 عن صاحب تاريخ نيسابور; عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 145.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست