responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 266
يقول هذا الرجل: فلمّا دنا منّي العسكري ونظرت إليه... فقال لي: "أما إنّك لو أذعت لهلكت"، وقال: "إنّما هو الكتمان أو القتل، فأبقوا على أنفسكم"[1].

كلّ ذلك أدّى بأصحاب العسكري أن لا يصرّحوا حتّى باسمه عندما ينقلون رواية عنه لتوصياته (عليه السلام) بذلك.

يقول الاردبيلي: (وكلّما ورد عن الرجل فالظاهر أنّه العسكري (عليه السلام))[2].

فهذه هي توصيات الامام لشيعته، وهذه هي استجابات الشيعة لتلك التوصيات، والتي حدّثنا عنها التاريخ، وهذا عصر العسكري المليء بالظلم والانحراف وسيطرة الذين لا يؤتمن عليهم في الدين والدنيا على مقاليد الحكم آنذاك. ولهذا العصر قلّد الكاتب وسام التعاطف.

البحث السادس
المؤرّخون والصراع العبّاسي العلوي


خلّف ذلك الصراع الدموي عشرات الالاف من القتلى ومثلهم من الايتام والارامل، وعلى مدى سنين وسنين طال فيها الحكم العبّاسي، يقول الخوارزمي متحدّثاً عن السفّاح:

(وسلَّط عليهم ـ على العلويين ـ أبا مجرم لا أبا مسلم يقتلهم تحت كلّ حجر ومدر ويطلبهم في كلّ سهل وجبل).

ويقول الخطيب البغدادي وابن كثير: (إنّ أبا مسلم هذا اعترف بذلك حينما قال: اُمرت أن اُجرّد السيف وآخذ بالظنّة، وأقتل على التهمة، ولا أقبل المعذرة، فهتكت حرمات حتَّم الله صونها، وسفكت دماءً فرض الله حقنها، وزويت الامر عن أهله، ووضعته في غير محلّه)[3]. ولكن جاء هذا الاعتراف عندما ضُرِبت مصالح هذا المجرم


[1]إثبات الوصيّة: ص 251.

[2]جامع الرواة: ج 2، ص 461 ـ 462.

[3]تاريخ بغداد: ج 7، ص 20.





اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست