responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 265
علنيّاً.

نقل ابن شهرآشوب عن داود بن الاسود قوله: (دفع إليَّ العسكري عصا وقال لي اعطها للعمري، وفي الطريق انكسرت العصا، فإذا في وسطها كتاب)، ويقول ابن الاسود: لمّا رجعت قال لي الامام بعدما أخبرني بما حدث لي في الطريق: "وإذا سمعت لنا شاتماً فامضِ لسبيلك، وإيّاك أن تجاوب من شيعتنا أو تُعرِّفه من أنت، فإننا ببلد سوء ومصر سوء، وامضِ في طريقك، فإنّ أخبارك وأحوالك ترد إلينا، فاعلم ذلك"[1].

فبينما يضع العسكري كتابه في وسط عصا، يقول الكاتب لا داعي لغيبة الامام الحجّة، لعدم الخوف، وبينما يصف العسكري بلده بأنّه بلد سوء ومصر سوء، يقول الكاتب بأنّ الحياة كانت تملاها العاطفة بين بني العبّاس والعلويين.

إذن، تحرّك العسكري كان بأقصى درجات السريّة، بحيث وصل الامر إلى تحذير داود بن الاسود في نهاية الخبر: بأنّ ما يفعله يعلم به العسكري، حتّى يكون هذا الرجل أميناً في تصرّفاته تحسّباً لمواقف السلطة الغاشمة.

ولم يقف العسكري على هذا المنهج فحسب، بل أوصى أصحابه بقوله: "ألا لا يسلّمنّ عليَّ أحدٌ، ولا يشير إليَّ بيده، ولا يومئ، فإنّكم لا تؤمنون على أنفسكم"[2].

ورسم لهم طريقاً للاتصال، ألا وهو التجمّع في أحد البيوت في عتمة الظلمات، يقول السيّد المرتضى واصفاً ذلك الزمان:

كان أبو محمّد يبعث إلى أصحابه وشيعته: "صيروا إلى موضع كذا وكذا وإلى دار فلان بن فلان العشاء العتمة في ليلة كذا، فإنّكم تجدوني هناك"[3].

ويقول محمّد بن عبدالعزيز البلخي: (كنت واقفاً عندما مرّ العسكري بباب العامّة بسرّ مَن رأى، فقال في نفسه: تراني إن صحت يا أيّها الناس هذا حجّة الله عليكم فاعرفوه يقتلونني).


[1]مناقب ابن شهرآشوب: ج 4، ص 460 ـ 461.

[2]البحار: ج 50، ص 269.

[3]عيون المعجزات من دلائل المولى أبي محمّد الحسن الاخير (عليه السلام) وبراهينه: ص 140.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست