responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 252
وهذا ما صرّح به الامام الهادي (عليه السلام) إلى أبي هاشم الجعفري، الذي كان عنده لحظة وفاة محمّد، يقول الجعفري: بينما أنا اُفكّر فأقبل إليَّ الهادي (عليه السلام) وقال: "نعم يا أبا هاشم، بدا لله في أبي محمّد بعد أبي جعفر (عليه السلام) ما لم يكن يعرف له كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله"[1].

ففسر الامام الهادي (عليه السلام) لابي هاشم البداء بمعنى الكشف، أي كشف الله إمامة العسكري بعد أن اُخفيت على الناس، كما اُخفيت إمامة الكاظم نتيجة الفهم الخاطئ للاحاديث، وكشفها الله بوفاة إسماعيل.

فالناس كانوا يظنّون بإمامة محمّد بعد وفاة أبيه، ولكنّ محمّداً توفي في حياة أبيه، فانكشف زيف ما توهّموه، وأنّ الامر للحسن وليس لمحمّد.

يقول الشيخ الطوسي: (بدا لله في محمّد كما بدا له في إسماعيل، معناه: ظهر من الله وأمره... أن الامر في محمّد من حيث كان الاكبر، كما كان يظنّ جماعة أنّ الامر في إسماعيل بن جعفر دون موسى (عليه السلام)، فلمّا مات محمّد ظهر من أمر الله فيه، وأنّه لم ينّصبه إماماً كما ظهر في إسماعيل مثل ذلك، لا أنّه كان ينصّ عليه ثمّ بدا له في النص على غيره، فإنّ ذلك لا يجوز على الله تعالى العالم بالعواقب[2].

إذن، بعد تلك المقدمات الاربع، وهي تبنّي الامام الهادي لخط الامامة، كما اتضح فيما تقدّم، وبعد عدم وجود أي نص على إمامة محمّد، بل شهادة الامام الهادي (عليه السلام) بأنّه ليس بإمام، وبعد النصوص الكثيرة على إمامة الحسن العسكري في حياة محمّد أخيه، بعد كلّ ذلك يتضح قول الامام: "يا بني أحدث لله شكراً، فقد أحدث فيك أمراً"، بأنّ الله أظهر أمر الحسن (عليه السلام) بعدما خفي على البعض، لوجود محمّد في الحياة.

الحياة الشخصيّة لجعفر الكذّاب


لقد تشبّث الكاتب بمواقف جعفر هذا في أكثر من مرّة، وجعل من مواقفه دليلاً


[1]الكافي: ج 1، ص 388، ح 10.

[2]الغيبة للطوسي: ص 121.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست