responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 238
فالناس كانوا على علم بالقاتل والفاعل لهذه الفعلة الخسيسة التي ورثها العبّاسيون من الامويّين، وبالخصوص من معاوية.

وما إن توفي الرضا (عليه السلام)، ومرّت فترة لم تكن طويلة حتّى برز ما أضمره المأمون سنين وسنين، حيث أمر عامله على مصر بأن (يغسل المنابر التي دعي عليها لعلي بن موسى فغسلت)[1].

وبعد كلّ هذه الحقائق الجليّة جاء الكاتب ليبرر شرعيّة خلافة المأمون بكلّ ما في جعبته، ولكن أبى الصبح إلاّ أن يسفر عن وجهه.

جنايات المؤرّخين بحقّ الرضا (عليه السلام):

عندما يحاول بعض الناس الالتفاف على قضيّة من القضايا، يذكر لها أسباب فيها نوع خفاء، حتّى تنطلي على الناس، بحيث لا يستطيع أحد أن يكشفها، بينما نجد بعض المؤرّخين عندما يصلون إلى أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) يتوسّلون باُمور لا يعقلها الطفل الصغير فضلاً عن القارئ المتأمّل.

ونحن هنا أمام حادثة سم الامام الرضا (عليه السلام)، فلقد جنى الطبري وابن الاثير وأبو الفداء وغيرهم على أنفسهم وعلى عقولهم قبل جنايتهم على الحقيقة، عندما قالوا في قضيّة موت الرضا (عليه السلام): (إنّه أكل عنباً فأكثر منه فمات)[2].

إمام من أئمّة المسلمين، وولي العهد، يكثر من أكل العنب فيكون سبباً في موته، ولا أدري أيوجد مصدِّق لذلك أم لا؟!

هذه الاُمور تدعونا للتوقّف أمام كلّ ما نقله هؤلاء في كتبهم، والبحث عن مقاصدهم، قبل النظر في سطورهم وأوراقهم. ولم يصدّق البعض هذه الاُكذوبة، وفكّر بمحاولة جديدة للالتفاف على المسألة، فقال: إنّ موت الامام كان فجأة[3].

وهذا على الاقل، أهون من السابق، ونسب فريق آخر السم إلى (القيل) ليقلّل منها


[1]الولاة والقضاة للكندي: ص 170.

[2]الطبري: ج 7، ص 150; الكامل في التاريخ: ج 6، ص 35; تاريخ أبي الفداء: ج 2، ص 23، وغيرهم.

[3]تاريخ ابن خلدون: ج 3، ص 313.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست