responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 188
الخروج بنا للاخذ بالثأر، وقد بايعناه ولا نعلم، أرسله إلينا محمّد بن الحنفيّة أم لا؟ فانهضوا بنا إليه نخبره بما قدم به علينا، فإن رخّص لنا اتبعناه، وإن نهانا تركناه، فخرجوا وجاؤوا إلى ابن الحنفيّة.... فلمّا سمع ابن الحنفيّة كلامهم.. حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي، وقال: أمّا ما ذكرتم بما خصّنا الله، فإنّ الفضل لله يعطيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وأمّا مصيبتنا بالحسين فذلك في الذكر الحكيم، وأمّا الطلب بدمائنا فقوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين، فلمّا دخل ودخلوا عليه أخبر خبرهم الذي جاؤوا لاجله، قال: "يا عم، لو أنّ عبداً زنجيّاً تعصّب لنا أهل البيت، لوجب على الناس مؤازرته، وقد ولّيتك هذا الامر، فاصنع ما شئت"، فخرجوا وقد سمعوا كلامه، وهم يقولون: أذن لنا زين العابدين (عليه السلام) ومحمّد بن الحنفيّة)[1].

فأعطى زين العابدين (عليه السلام) الخطوط العريضة لمحمّد بن الحنفيّة وأتباعه بقوله: "لو أنّ عبداً زنجيّاً يتعصّب لنا أهل البيت وجب على الناس مؤازرته"، وفهم محمّد وأصحابه من هذا الضوء الاخضر الالتفاف حول أي ثورة تدعو للاطاحة بالواقع القائم، أضف إلى ذلك اعتراف محمّد بن الحنفيّة وأصحابه بإمامة زين العابدين (عليه السلام)، وذلك عندما قال لهم: (قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين).

فهذا الموقف لابن الحنفيّة واضح وجلي، لا يستطيع أحمد الكاتب ولا غيره أن يدغدغ فيه، ولقد تسالم عليه علماء الشيعة، فهذا الشيخ المفيد يقول: (محمّد بن الحنفيّة لم يدّع قط الامامة لنفسه، ولا دعا أحداً إلى اعتقاد ذلك فيه، وقد كان سُئل عن ظهور المختار وادعائه عليه أنّه أمره بالخروج والطلب بثأر الحسين (عليه السلام) وأنّه أمره أن يدعو الناس إلى امامته عن ذلك وصحّته فأنكره، وقال لهم: والله ما أمرته بذلك، لكنني لا اُبالي أن يأخذ بثأرنا كلّ أحد، وما يسوءني أن يكون المختار هو الذي يطلب بدمائنا، فنصر بعض الشيعة المختار بناءً على الطلب بدم الحسين، ولم ينصروه على القول بإمامة أبي القاسم)[2].


[1]البحار: ج45، ص365، ح2، الطبعة الحديثة; معجم رجال الحديث: ج18، ص100 ـ 101.

[2]الفصول المختارة، المفيد: ج 2، ص 300 ـ 301.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست