responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 165
والفقهيّة التي يعتمد عليها الاجتهاد (بالمعنى العام) حتّى اليوم، من: الاستصحاب والبراءة الشرعيّة، وقاعدة اليد، وترجيح الروايات المتعارضة، والعمل بالخبر الواحد وأمثال ذلك، وهذه كلّها لها أهميّتها الخاصّة التي تميّز المذهب عن غيره، وتجعله غنيّاً يماشي احتياجات كلّ عصر من دون تحريف)[1].

ومن خلال هذه القواعد المنبثة في نصوص الروايات، قضى أئمّة الشيعة على أكبر مشكلة تواجه فقهاء هذه الطائفة بعد الغيبة، وبهذه القواعد أرسى المذهب الشيعي اُصوله المحمديّة، فهرع العلماء في عصر الغيبة لتلك السفرة، فألّفوا كتباً في جمعها ليدور رحى الاجتهاد حولها، فألّف السيّد المرتضى (المتوفى سنة 436 هـ) كتاب "الذريعة إلى اُصول الشريعة" بحث فيه عن القواعد الاصوليّة.

يقول الانصاري محمّد علي: (إنّ الكتب الفقهيّة كانت على شكل كتب روائيّة، ثمّ أخذت تتسع شيئاً فشيئاً، فظهرت بشكل كتب فقهيّة مبوّبة واستدلاليّة مبنيّة على القواعد العامّة، ومن كان لهم الاثر الكبير في هذه المحاولة الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد المتوفى (سنة 413 هـ) وتلميذه الشريف السيّد المرتضى علم الهدى المتوفى (سنة 436 هـ)، وكان أكثرهم جهداً في هذه العمليّة شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي المتوفى (سنة 460 هـ)، فقد ألّف عدّة كتب فقهيّة وروائيّة واُصوليّة، منها الخلاف والنهاية والمبسوط في الفقه، والتهذيب والاستبصار في الحديث، والعدّة في الاصول)[2].

وحمل الشيخ الطوسي على اُولئك الذين يتهمون التشيّع بقلّة فروعه لعدم استخدامه القياس والاجتهاد بالمعنى الخاص المتقدّم، فقال:

(أمّا بعد، فإنّي لا أزال أسمع معاشر مخالفينا من المتفقهة والمنتسبين إلى علم الفروع يستحقرون فقه أصحابنا الاماميّة ويستنزرونه وينسبونهم إلى قلّة الفروع وقلّة المسائل، ويقولون: إنّهم أهل حشو ومناقضة، وإنّ من ينفي القياس والاجتهاد لا


[1]مقدمة تاريخ حصر الاجتهاد: ص 41 ـ 42.

[2]مقدمة تاريخ حصر الاجتهاد: ص 43 ـ 44.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست