responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 151
والاختصاص بما لم يكن حاصلاً لغيره، كمؤاخاته (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه، وإنكاحه سيّدة نساء العالمين ابنته (عليها السلام)، وأنّه لم يولّ عليه أحداً من الصحابة، ولا ندبه لامر أو بعثه في جيش إلاّ كان هو الوالي عليه، المقدّم فيه، وأنّه لم ينقم عليه من طول الصحبة، وتراخي المدّة شيئاً، ولا أنكر منه فعلاً، ولا استبطأه في صغير من الاُمور ولا كبير، مع كثرة ما توجّه منه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جماعة من أصحابه من العتب، إمّا تصريحاً أو تلويحاً، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: "علي منّي وأنا منه" و"علي مع الحقّ والحق مع علي" و"اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر"[1]، إلى غير ذلك ممّا ذكرناه من الافعال والاقوال الظاهرة التي لا يخالف فيها ولي ولا عدو، ويطول المقام بذكرها جميعها، وإنّما شهدت هذه الافعال والاقوال باستحقاقه (عليه السلام) الامامة، ونبَّهت على أنّه أولى بمقام الرسول من قبل دلالتها على التعظيم والاختصاص الشديد....

وأمّا النص بالقول دون الفعل، فينقسم إلى قسمين:

أحدهما: ما علم سامعوه من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مراده منه باضطرار وإن كان الان نعلم ثبوته والمراد منه استدلالاً، وهو النص الذي في ظاهره ولفظه الصريح بالامامة والخلافة، ويسمّيه أصحابنا النص الجليّ، كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "سلّموا على علي بإمرة المؤمنين"، و"هذا خليفتي فيكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا".

والقسم الاخر: لا نقطع على أنّ سامعيه من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) علموا النص بالامامة منه اضطراراً، ولا يمتنع عندنا أن يكونوا علموه استدلالاً من حيث اعتبار دلالة اللفظة وما يحسن أن يكون المراد، أو لا يحسن، وأمّا نحن فلا نعلم ثبوته والمراد به إلاّ استدلالاً، كقوله: "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبي بعدي" و"من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهذا الضرب من النص هو الذي يسميه أصحابنا بالنص الخفي[2].

فحرّف الكاتب معنى الخفي عند السيد المرتضى وكذب عليه بأنّ حديث الغدير غير واضح الدلالة، على الرغم من عدم قطع السيّد المرتضى في هذا القسم الاخير،


[1]المستدرك على الصحيحين: ج 3، ص 142 ـ 143، ح 4651; تاريخ بغداد: ج 3، ص 390.

[2]الشافي: ج 2، ص 65 ـ 68.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست