responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 126
الامر المذكور في الاية لابدّ أن يكون معصوماً)[1].

بينما نجد الكاتب يقول: بأنّ من يفهم من الاية هذا المعنى مخالف للعرف والعقل والايات الاُخرى، لانّه جعل العرف والعقل والايات الاُخرى كلّها أدلّة على فهم النسبيّة في الطاعة التي تتحدّث عنها الاية، فاتهام الرازي بعدم معرفته بالعرف والعقل وآيات القرآن ومن قبل الكاتب من عجائب الدنيا.

ثمّ راح الكاتب يشوّش ذهن القارئ فقال: (فإنّ المسلمين الاوائل لم يكونوا يفهمون من معنى الاطلاق والطاعة لاُولي الامر حتّى في المعاصي والمنكرات، وقد رفضت جماعة من المسلمين كان الرسول الاكرم قد أرسلها في سريّة وأمّر عليها رجلاً طاعة ذلك الرجل عندما أمر الجماعة في وسط الطريق بدخول نار أشعلها وطالبهم بالامتثال لاوامره، وقالوا له: لقد فررنا من النار فكيف ندخل فيها)[2].

ومن الغريب جدّاً أن يجعل الكاتب مورد نزول الاية دعابة فعلها عبدالله بن حذافة، تقول الرواية: إنّ عبدالله بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي إذ بعثه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في سريّة، قال أبو عمر: وكان في عبدالله بن حذافة دُعابة معروفة، ومن دُعابته أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمّره على سريّة فأمرهم أن يجمعوا حطباً ويوقدوا ناراً، فلمّا أوقدوها أمرهم بالتقحّم فيها، فقال لهم: ألم يأمركم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بطاعتي؟ وقال: "من أطاع أميري فقد أطاعني"، فقالوا: ما آمنّا بالله واتبعنا رسوله إلاّ لننجو من النار، فصوّب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فعلهم، كما يقول القرطبي[3].

لقد أصبح القرآن عند الكاتب نازلاً لدعابات يلعب بها عبدالله بن حذافة، وليس لهداية البشريّة، فمورد نزول الاية عند الكاتب هو دعابة يلعب بها عبدالله بن حذافة، ورفض أن يكون مورد نزول الاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، تقول الرواية: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث سرية يوماً على رأسها علي، فصنع علي شيئاً أنكروه، فتعاهد أربعة


[1]التفسير الكبير: ج 10، ص 116.

[2]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 79 ـ 80.

[3]الجامع لاحكام القرآن: ج 5، ص 260.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست