responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 124
الامام التالي يعرف إمامته في آخر دقيقة من حياة الاوّل"[1]، أي يعرف بداية إمامته بقرينة آخر دقيقة من حياة الاوّل.

وعبّرت رواية صفوان بن يحيى عن هذا المعنى الذي خلط الكاتب فيه، قال: قلت لابي الحسن الرضا (عليه السلام) أخبرني عن الامام متى يعلم أنّه إمام، حين يبلغ أنّ صاحبه قد مضى، أو حين يمضي مثل أبي الحسن (عليه السلام) قبض ببغداد وأنت هيهنا؟ قال: "يعلم ذلك حين يمضي صاحبه"[2].

فالامام الرضا (عليه السلام) أكّد أنّ الامام اللاحق يعرف بداية إمامته حينما يمضي الامام السابق، لا حينما يبلّغ بأنّ الامام السابق قد مضى، فلعلّ هذا الابلاغ ليس له حقيقة وواقع، فلا يمكن أن يكون هناك إمامان في وقت واحد، فبداية إمامته تبدأ بعد وفاة السابق.

وهذا الخلط الذي وقع فيه الكاتب بين معرفة الامام نفسه بأنّه إمام، وبين بداية إمامته، أدّى به إلى القول: (لم تكن هناك قائمة مسبقة بأسماء الائمّة القادمين، وإنّما كانت هذه القضيّة متروكة للزمن.... ـ وقال: ـ إنّ الائمّة لم يكونوا يعرفون بخلفهم من قبل)[3].

وبعد ما تقدّم تبيّن أنّ هذا الكلام لا معنى له، ناشئ من عدم التحقيق والبحث والتمييز بين الروايات.

وعندما لم يجد الكاتب أدلّة على ما يقول، راح يبحث عن قضيّة سؤال الشيعة للائمّة عن هويّة الامام اللاحق، وفي بعض الاسئلة يرفض الائمّة تحديد الهويّة[4]، ولكنّه تجاهل السبب الذي حدا بالائمّة عدم تحديد هويّة الامام اللاحق لاُولئك الذين لم يؤنس منهم رشد[5]، واكتفى بالنتيجة، لانّ السبب يدينه، والسبب ـ كما هو واضح


[1]بصائر الدرجات: ص 477 ـ 478.

[2]بصائر الدرجات: ص 466، ح 1.

[3]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 73.

[4]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 74.

[5]معجم رجال الحديث: ج 19، ص 299 ـ 300.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست