responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 11
الاُمّة، فيجوز فيها اختيارهم، إنّ الامامة أجلّ قدراً، وأعظم شأناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غوراً، من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم. إنّ الامامة خصّ الله عزّوجلّ بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوّة والخلّة مرتبة ثالثة وأشاد بها ذكره، فقال: (إنّي جاعلك للناس إماماً)"[1].

وهي التي قال عنها الامام السجّاد (عليه السلام): "نحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الارض إلاّ بإذنه، وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها، وبنا ينزّل الغيث، وبنا ينشر الرحمة ويخرج بركات الارض، ولولا ما في الارض منّا لساخت بأهلها"[2].

لذا عندما يُسأل الامام الباقر (عليه السلام) ويُقال له: لايّ شيء يحتاج إلى النبي والامام؟ فقال (عليه السلام): "لبقاء العالم على صلاحه. وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يرفع العذاب عن أهل الارض إذا كان فيها نبي أو إمام، قال الله عزّ وجلّ: (وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم)[3]".

من هنا عبّر الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) عن هذا الدور لاهل بيته (عليهم السلام) بقوله: "النجوم أمان لاهل السماء، وأهل بيتي أمان لاهل الارض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الارض ما يكرهون"[4].

ولعلّ تشبيه انتفاع الناس بالحجّة في زمان غيبته، عندما يُسأل الامام الصادق (عليه السلام): فكيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور؟ قال (عليه السلام): "كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب"[5] يشير إلى حقيقتين أساسيّتين:

الاُولى: أنّ الانتفاع به لا يختص بعالم التشريع والاعتبار، بل يتجاوز ذلك إلى عالم التكوين.

الثانية: أنّ هذا الامر غير محسوس ومرئي للناس، بل يرتبط بعالم الغيب لا نشأة


[1]الاُصول من الكافي: ج 1، ص 199، كتاب الحجّة، باب نادر وجامع في فضل الامام وصفاته.

[2]بحار الانوار: ج 23، ص 6، ح 10.

[3]الانفال: 33.

[4]بحار الانوار: ج 23، ص 19، ح 14.

[5]بحار الانوار: ج 23، ص 6، ح 10.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست