اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني الجزء : 1 صفحة : 109
تضعيف الحديث ثمّ الاحتجاج به
من الواضح الجليّ أنّ الباحث إذا اعتقد بضعف حديث لسبب معيّن، إمّا لوضعه أو لجهالة في السند أو ما شابه ذلك، فإنّه لا يحتجّ به على الخصوم، لانّ منتهى الحجّة به خصومة نفسه بعد أن ضعّفه، وقد اتّبع أحمد الكاتب هذا الطريق، فقد نقل حواراً بين زيد الشهيد وبين أخيه الامام الباقر (عليه السلام)، وقال: (فدخل زيد ذات مرّة على أخيه الباقر ومعه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم ويخبرونه باجتماعهم ويأمرونه بالخروج، فقال له أبو جعفر: "هذه الكتب ابتداء منهم أو جواب ما كتبت بهم إليه ودعوتهم إليه"؟ فقال: بل ابتداء من القوم لمعرفتهم بحقّنا وبقرابتنا من رسول الله، ولما يجدون في كتاب الله عزّ وجلّ من وجوب مودّتنا وفرض طاعتنا، ولما نحن فيه من الضيق والضنك والبلاء، فقال له أبو جعفر: "إنّ الطاعة مفروضة من الله عزّ وجلّ، وسنّة أمضاها في الاوّلين، وكذلك يجريها في الاخرين، والطاعة لواحد منّا والمودّة للجميع..."، فغضب زيد عند ذلك.... ثمّ قال: ليس الامام منّا من جلس في بيته وأرخى ستره وثبّط عن الجهاد، ولكنّ الامام منّا من منع حوزته وجاهد في سبيل الله حقّ جهاده، ودفع عن رعيته وذبّ عن حريمه.... فقال أبو جعفر: "هل تعرف يا أخي من نفسك شيئاً مما نسبتها إليه فتجيء عليه بشاهد من كتاب الله أو حجّة من رسول الله أو تضرب به مثلاً..."؟[1].
وقال الكاتب بعد ذلك: (ومن المحتمل أن يكون موضوعاً في وقت متأخّر من قبل الاماميّة)[2].
والسرّ في ذلك أنّ هذا الحديث حمل لنا موقف الباقر (عليه السلام) المساند للامامة والمدافع عنها، ثمّ بعد لحظات احتجّ بهذا الحديث وقال: (يعبّر عن احتجاج الامام الباقر على أخيه زيد بالعلم قبل نشوء نظريّة النص أو الوصيّة في الامامة)[3]، واحتجّ به مرّة اُخرى، وجعل