اسم الکتاب : الخلفاء الإثنا عشر المؤلف : سامي صبيح علي الجزء : 1 صفحة : 133
سدِّ حاجة المجتمع ،
وتلبية شؤونه الدينيَّة ، بعد أبيهما علي (عَليهِ السَّلامُ)
، ولا يُعقل أن يُراد أنَّهما (عَليهِما السَّلامُ)
منه بمعنى القرابة المألوفة ، والإمتداد النسبي ، لأنَّ هذا الأمر واضح ،
وجلي ، ولا يضيف حقيقة جديدة ، لا سيَّما إذا ما لاحظنا أنَّ هذا
التعبير ورد بعينه ولفظه بحقِّ الإمام علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ)
، وقد حفَّ ذلك بقرائن تفيد بأن النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ
وسَلَّمَ)
يريد من كلمة : (منِّي) النيابة عنه في تبليغ أحكام الإسلام.
يقول العلّامة المحقق (مرتضي العسكري)
بشأن هذه الطائفة من الأحاديث :
(إنَّ قول رسول الله
(صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) : (منِّي) في هذه الروايات بحقِّ
الحسنين ، نظير قوله بحق ِّأبيهما الإمام علي ، أراد في جميعهما أنَّهم منه
في مقام تبليغ أحكام الإسلام) [١].
ولنعد إلى ما ذكره من قرائن بخصوص إطلاق
هذه اللفظة على علي (عَليهِ السَّلامُ)
حيث يقول :
(إن
لفظ : (منِّي) في حديث : (أنتَ منِّي بمنزلة هارون من موسى) يوضِّح المراد
من هذا اللفظ في أحاديث الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) الأخرى
، وذلك أنَّ هارون لما كان شريك موسى في النبوة ، ووزيره في التبليغ ،
وكان علي من خاتم الأنبياء بمنزلة هارون من موسى باستثناء النبوة ، يبقى
لعلي الوزارة في التبليغ.
وكذلك
بيَّن الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) المراد من لفظ : (منِّي)
في حديثه يوم عرفات في حجة الوداع حيث قال : (علي منِّي ، وأنا من علي ،
لا يؤدِّي عنِّي إلّا أنا أو علي) [٢].
[١] العسكري ، مرتضى
، معالم المدرستين ، ج : ١ ، ص : ٥٢٥.
[٢]العسكري ، مرتضى
، معالم المدرستين ، ج : ١ ، ص : ٥١٤ ، قائلاً : أخرجه ابن ماجة في كتاب المقدمة ،
باب : فضائل الصحابة ، ص : ٩٢ ، من الجزء الأول من سننه ، والترمذي ، كتاب المناقب ، ١٣
/ ١٦٩ ، وهو
اسم الکتاب : الخلفاء الإثنا عشر المؤلف : سامي صبيح علي الجزء : 1 صفحة : 133