وخلال البحث الذي قمت به أردت الوقوف على جلية الحال، فبحثت عن الطبعة الأولى لكتاب « حياة محمّد »، وحصّلت عليه بحمد الله بعد عناء ومشقّة، وقد كلّفني ذلك كثيراً، والمهم أنّني اطّلعت على ذلك التحريف، وزادني ذلك يقيناً بأنّ أهل السوء يحاولون جهدهم أن يمحوا الحقائق الثابتة; لأنّها حجّة قوية لدى خصومهم!
ولكنّ الباحث المنصف عندما يقف على شيء من هذا التحريف والتزييف يزداد عنهم بعداً، ويعرف بلا شك أنّهم لا حجّة لديهم غير التضليل والدّس، وتقليب الحقائق بأيّ ثمن، ولقد استأجروا كتّاباً كثيرين، وأغدقوا عليهم الأموال كما أغدقوا عليهم الألقاب والشهادات الجامعية المزيّفة; ليكتبوا لهم ما يريدون من الكتب والمقالات التي تشتم الشيعة وتكفّرهم، وتدافع بكلّ جهد وإن كان باطلا عن كرامة بعض الصحابة المنقلبين على أعقابهم، والذين بدّلوا بعد رسول الله الحقّ بالباطل : ﴿كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْم يُوقِنُونَ﴾[2] صدق الله العلي العظيم.