responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 490

عدم وجود النّص المباشر عليه.

وإنّما كانت بيعة أبي بكر عن غير مشورة، بل وقعت على حين غفلة من الناس، وخصوصاً أولي الحلّ والعقد منهم ـ كما يسمّيهم علماء المسلمين ـ إذ كانوا مشغولين بتجهيز الرسول ودفنه، وقد فوجيء سكّان المدينة المنكوبة بموت نبيّهم، وحمل الناس على البيعة بعد ذلك قهراً، كما يشعرنا بذلك تهديدهم بحرق بيت فاطمة (عليها السلام) إن لم يخرج المتخلّفون عن البيعة [1] ، فكيف يجوز لنا بعد هذا أن نقول بأنّ البيعة كانت بالمشورة وبالإجماع؟!

وقد شهد عمر بن الخطّاب نفسه بأنّ تلك البيعة كانت فلتة وقى الله المسلمين شرّها : فقال : « ثمّ إنّه بلغني أنّ قائلاً منكم يقول : والله لو مات عمر بايعت فلاناً، فلا يغترنّ امرء أن يقول : إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت إلاّ وإنّها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرّها.. من بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه، تغرّة أن يقتلا.. » [2] ، وقال : « فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه » [3] ، أو قال : « فمن دعا إلى مثلها فلا بيعة له ولا لمن بايعه » [4] .


[1] المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي ٨ : ٥٧٢ وسنده حسن، الاستيعاب لابن عبد البرّ ٢: ٢٥٥ وعبّر عن كلام عمر بقوله: «لافعلنّ ولافعلنّ»، تاريخ الطبري ٢: ٢٣٣، الإمامة والسياسة ١: ٣٠، تاريخ أبي الفداء ١: ٢١٩، وغيرها من المصادر.

[2] صحيح البخاري ٨ : ٢٧، كتاب المحاربين من أهل الكفر والردّة، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت، مجمع الزوائد ٦:٥، المصنّف لابن أبي شيبة ٧:٦١٥، التمهيد ٢٢:١٥٤.

[3] تمهيد الأوائل: ٤٩٥، المواقف ٣:٦٠٠، شرح المقاصد ٢:٢٩٣، الملل والنحل ١:٢٤، الصواعق المحرقة: ٢١، شرح النهج لابن أبي الحديد ١: ١٢٣.

[4] مسند أحمد ١:٥٦، المصنّف ٨ : ٥٧٢، وعنه في كنز العمال ٥: ٥٤٤ ح ١٤١٣٤، البداية والنهاية ٥:٢٦٧، السيرة النبويّة ٤:٤٨٩.

اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 490
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست