responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 51
الشهيرة.

نعم لا غضاضة على المرء ان يحامي عن دينه، ويذب عن حياضه، ويدافع عن حوزته، ولكن موضع العجب والاستغراب انه كيف يخرج الإنسان بالشيء عن حدوده؟ ويتجاوز به عن نصابه، وينظمه في غير سلكه، موضع العجب انه كيف يغالط الإنسان نفسه، ويكابر وجدانه، ويناكر عقله، وكيف يشتبه على مثل ذلك الرجل، ان مسألة كهذه تصادم الضرورة، وتصك جبهة الوجدان، ليست هي موضع بحث ودليل، وفحص واستقراء، وانما هي موضع ايمان وتسليم، وانقياد واذعان، كيف غاب عنه ان مسألة كهذه ما هي إلاّ كقارورة زجاج لا يليق به إلاّ ان يحتفظ عليها، ويرفق أشد الرفق بها، ولا يعرضها لصدمات الاستدلال والبحث والجدال، فانها لو وقعت في معرض ذلك، لا تقيم وشيكاً ان تعود هشيماً تذروه الرياح وتسفي عليه السافيات، لعمر العلم انه ما امتهن ولا افتتن ولا اثقلت كواهله، واعيت كلاكله، بعبء اثقل عليه من تأليه البشر، وتربيب المربوب، وتسوية الخالق بالمخلوق، لعمر العلم ان هذه لهي المحنة التي تركت الناس تخرج من دين الله أفواجاً، وتبرأ من الأديان بتاتاً، وتصفى افئدتها إلى الإلحاد، وتجده خيراً لها من ان تعبد مخلوقاً مثلها، وتدين بالوهية واحد من أبناء جنسها، يجري عليه ما يجري عليها، وينتظم كل حكم ينتظم لها، لعمر العلم ان هذه لهي العاصفة التي لفت أعاصيرها على أوليات الدهر، وغابرات العصور كراديس من الأمم وملايين من الشعوب فالقتهم في لحود الإلحاد، وسالت بهم سيل الآتي حتى قذفتهم في مهاوي الكفر والجحود فيوماً ابيقورية كلبية، وعصراً مزدكية، وآخر قرامطة وباطنية وتارة نيشرية أو اشتراكية، وهلم جرا إلى ان برزوا اليوم بين ماسونية أو دارونية، وهاتان الامتان بل الطامتان هما اللتان لا يزال صاحب المشرق وأهل الأديان يتبرمون من شرورهما، ويحذرون سوء العقبى من صيور أمرهما.

اسم الکتاب : التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست