responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 47
وأما ادخاله الشيطان في الحيوان ففي ثامن (متى) وثامن (لوقا) وخامس (مرقس) عجيبة من عجايب ربهم اليسوع حاصلها انه لما جاء إلى القبر استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جداً فصرخا قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله أجئتنا قبل الوقت لتعذبنا وكان بعيداً منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى فالشياطين طلبوا إليه قائلين ان كنت تخرجنا فأذن لنا ان نذهب إلى قطيع الخنازير، فقال لهم: امضوا فخرجوا ومضوا إلى قطيع الخنازير، وفي (لوقا) انها نحو الفين، وإذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف إلى البحر ومات في المياه أما الرعاة فهربوا انتهى.

أقول: مسكينة أنت ايتها الخنازير، ما أدري بأية جناية وخطيئة، وقعت عليك هذه البلية، أغرق يسوع أولك بالبحر بعد أن أدخل فيك الشياطين، وسلط على نسلك لامته الخناجر والسكاكين، فهل كان الاذن بدخولها إلاّ ظلماً وعدواناً؟ وقد سرى هذا الظلم وتلك القساوة منه حتى إلى الأشجار فقد ذكر أيضاً في (متى) في اصحاح (21) عدد (18) وفي الصبح إذ كان راجعاً إلى المدينة جاع (19) فنظر شجرة تين على الطريق وجاء إليها فلم يجد فيها شيئاً إلاّ ورقاً فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد فيبست في الحال وذكرها غيره من الأناجيل بابسط من هذا، ولكني اقول: مسكينة أنت ايتها التينة، سوء حظك بعث إليك يسوع الوديع صاحب الحنان والرحمة على مخلوقات الله وكان جايعاً ولم يكن فيك تين فدعى عليك فيبست. وليت شعري أنسي يسوع ولم يكن معه من يرشده إلى أن يدعو بأن تحمل تيناً فيأكل عوض أن يدعو عليها فتيبس فيكون ظالماً لها من غير سبق جناية منها ولكن الأمم الغابرة كانوا مغفلين، أو قاسين ظالمين، وأين هذا من نبي الرحمة الذي كان يمرّ بالشجرة فتورق وتحمل ويأكل هو وأصحابه منها، وبالشاة العازب الحايل فتعود حلوباً ولعل على ذكر منك شاة أم معبد المعجزة المشهور

اسم الکتاب : التوضيح في بيان حال الإنجيل والمسيح المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست