وقوله تعالى : ( وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )[١] ، فنصّ على إيثارهم التجارة واللهو على الصلاة ، والقصة مشهورة.
وقوله تعالى : و ( مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا )[٢].
وقوله : ( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ )[٣] ، [ نزلت هذه الآية ] يوم بدر ، وهي منافية لدعواهم للغفران لما تقدّم وتأخّر من ذنوب أهل بدر ، وتوبيخهم على هزيمتهم يوم أحد وحنين ، وسوء اعتقادهم يوم الأحزاب ، والآيات بذلك ثابتة.
وغير ذلك من الآيات المتضمّنة لذمّ قوم ممن هم على ظاهر الصحبة ، إيراد جميعها يطول ، وفيما ذكرناه كفاية.
وأما الأخبار : فما رووه عن النبي 9 أنه قال : بينا أنا على الحوض ـ حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه قدحان كعدد النجوم ـ إذ يأتي قوم من أصحابي أعرفهم بأسمائهم وأنسابهم ، إذا دنوا منّي اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي أصحابي ، فيقال لي : يا محمّد إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فإنهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم القهقرى منذ فارقتهم ، فأقول : الا بعدا ، ألا سحقا ألا سحقا.
وقوله 7 : ـ وقد ذكرت فتنة الدجال ـ إنّي لفتنة بعضكم أخوف منّي
[١] الجمعة ٦٢ : ١١. [٢] آل عمران ٣ : ١٥٢. [٣] الأنفال ٨ : ٦٧ ـ ٦٨. [٤] آل عمران ٣ : ١٤٤.