responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريب المعارف المؤلف : الحلبي، الشيخ أبو الصّلاح    الجزء : 1  صفحة : 106

مع كونهم قادرين على إلجائهم إليه واصطلامهم دونه لم يكن في ذلك نقص على المريد الكاره ولم يصفه أحد بالغلبة.

وهذه صفة ما أراده تعالى وكرهه من عباده لأن نفعه مختص بهم وهو موقوف على حصول ذلك عن إيثارهم دون قهرهم مع كونه سبحانه قادرا عليه وإن لم يفعله فلا يجوز وصفه تعالى لوقوع القبائح التي كرهها وارتفاع الطاعات التي أرادها منهم بصفة نقص تعالى عن ذلك ولا وصفهم بأنهم غالبون له تعالى كما لا يصف أحد أهل الذمة بكونهم غالبين لسلطان الإسلام وأنصاره لإيجادهم خلاف ما أراد منهم.

وأما المباح من أفعالهم فلا يصح كونه مريدا له ولا كارها لأن كونه مرادا يقتضي كونه طاعة وكونه مكروها يقتضي كونه قبيحا وذلك يخرجه عن صفة الإباحة.

مسألة : [ في كونه تعالى متكلما ]

وهو تعالى متكلم وكلامه فعله.

وأولى ما حد به الكلام أن يقال هو ما تألف من حرفين فصاعدا من الحروف المعقولة إذا وقع ممن يصح منه أو من قبيله الإفادة.

الدلالة على ذلك أنه متى تكاملت هذه الصفات كان كلاما وإن اختل شيء منها لم يكن كلاما.

وإذا ثبت أنه من جنس الصوت وعلمنا ضرورة تجدده بعد عدم لإدراكنا له بعد أن كنا غير مدركين له وعدمه بعد وجوده لانتفاء كونه مدركا في الثاني من حال إدراكه إذ لو كان باقيا لاستقر إدراكنا له فثبت أنه محدث.

والمتكلم من فعل الكلام بدليل وقوعه بحسب أحواله.

اسم الکتاب : تقريب المعارف المؤلف : الحلبي، الشيخ أبو الصّلاح    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست