اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 93
ضرعيها [١] ! فسيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها [٢] ، ويخشن مسّها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها ; فصاحبها كراكب الصعبة [٣] ، إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحم ، فمُني الناس ـ لعمر الله ـ بخبط وشماس [٤] وتلوّن واعتراض ... » [٥].
فانظر ـ عزيزي القارئ ـ هل يستقيم كلامه
عليهالسلام
في النصّ السابق بأنّه ـ أي عمر بن الخطّاب ـ « قوّم الأود » ، أي الاعوجاج ، مع كلامه عليهالسلام الصريح بحقّه هنا ؟! اقرأ واحكم !!
نراك استخلفت علينا
عمر ، وقد عرفته وعلمت بوائقه فينا وأنت بين أظهرنا ؟ فقال أبو بكر : لئن سألني الله لأقولن استخلفت عليهم خيّرهم في نفسي.
راجع : الإمامة والسياسة ١ /
٣٧ ، باب : مرض أبي بكر واستخلافه عمر رضي الله عنهما.
[١] لشدّما تشطّرا
ضرعيها : جملة شبه قسمية ، اعترضت بين المتعاطفين ; فالفاء في فسيّرها عطف علىٰ عقدها ، ومراده عليهالسلام
هنا : أنّهما اقتسما أمر الخلافة بينهما ، قال الشيخ محمّد عبده ـ في تعليقته علىٰ النهج ١ / ٣٣ ـ : فأطلق علىٰ تناول
الأمر واحداً بعد واحد اسم التشطّر والاقتسام ، كأنّ أحدهما ترك منه شيئاً للآخر.
[٢] قال الشيخ محمّد
عبده ـ في تعليقته علىٰ النهج ١ / ٣٣ ـ : الكُلام ـ بالضمّ ـ : الأرض
الغليظة ، وفي نسخة : كلمها ، إنّما هو بمعنىٰ : الجرح ، كأنّه يقول :
خشونتها تجرح جرحاً غليظاً.
[٣] قال الشيخ محمّد
عبده ـ في تعليقته علىٰ النهج ١ / ٣٣ ـ : الصعبة من الإبل : ما ليست بذلول ،
وراكبها إمّا أن يشنقها فيخرم أنفها ، وإمّا أن يسلس لها فترمي به
في مهواة تكون فيها هلكته ، والضمير في قوله : « فصاحبها » راجع للخلافة.
[٤] قال الشيخ محمّد
عبده ـ في تعليقته علىٰ النهج ١ / ٣٣ ـ : مني الناس : ابتلوا وأُصيبوا.
والشِماس ـ بالكسر ـ : إباء ظهور الفرس عن الركوب. والخبط : السير علىٰ غير
جادّة. والتلوّن : التبدّل. والاعتراض : السير علىٰ غير خطّ
مستقيم. كأنّه يسير عرضاً في حال سيره طولاً ; يقال : بعير عرضي يعترض في
السير لأنّه لم يتمّ رياضته. وفي فلان عرضية ، أي عجرفة وصعوبة.
[٥] نهج البلاغة ـ
تحقيق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ٣٤.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 93