اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 92
وممّا يشكل هنا علىٰ هذه
الدعوىٰ ، بأنّ المراد من « فلان » في قول الإمام عليهالسلام
السابق : عمر بن الخطّاب ، مجموعة أُمور نذكر بعضاً منها :
ـ الأوّل :
ما ذكره الإمام عليهالسلام في الخطبة الشقشقية
عن خلافة عمر بن الخطّاب بصريح العبارة : « فيا عجباً !! بينما هو يستقيلها في حياته [١] ـ يريد أبا بكر ـ إذ عقدها لآخر بعد وفاته [٢]
، لشدّما تشطّرا
[١] قال الشيخ محمّد
عبده في تعليقه علىٰ النهج : رووا أنّ أبا بكر قال بعد البيعة « أقيلوني
فلست بخيّركم » وأنكر الجمهور هذه الرواية عنه ، والمعروف عندهم « وليتكم
ولست بخيّركم » ص ٤٠.
وأقول :
إنّ الرواية الأُولىٰ رواها : ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ /
٣١ ، ومحمّد بن الحسن الشيباني في السير الكبير ١ / ٣٦ ، وابن أبي الحديد
في شرح نهج البلاغة ١ / ١٦٩ ، والقرطبي في تفسيره ١ / ٢٧٢ ، والطبراني في
المعجم الأوسط ٨ / ٢٦٧ ..
وإنّ استشهاد الإمام أمير
المؤمنين عليهالسلام بهذه اللفظة هنا ، دليل علىٰ أنّ أبا بكر قد قالها فعلاً ، وقد اتّفقوا علىٰ أنّ مَن طلب الإقالة من الخلافة لا يصلح
للخلافة ; لأنّ الخلافة إن كانت من الله فلا يحلّ لأبي بكر أن يتخلّف عن مورد أراده الله به ، وإن
كانت من الناس فهو اعتراف بالعجز عن أداء المهمّة ، لذا بدأ الإمام عليهالسلام كلامه متعجبّاً هنا !
[٢] قال ابن قتيبة :
ثمّ دعا ـ أبو بكر ـ عثمان بن عفّان فقال : اكتُب عهدي. فكتب عثمان وأملىٰ عليه :
« بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا
ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهده في الدنيا نازحاً عنها ، وأوّل
عهده بالآخرة داخلاً فيها ، إنّي استخلفت عليكم عمر بن
الخطّاب ، فإن تروه عدلاً فيكم ، فذلك ظنّي به ورجائي فيه ، وإن بدّل وغيّر
فالخير
أردت ولا أعلم الغيب ، وسيعلم الّذين ظلموا أي منقلب ينقلبون » ثمّ ختم
الكتاب ودفعه ، فدخل عليه المهاجرون والأنصار حين بلغهم أنّه استخلف عمر ،
فقالوا :
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 92