اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 81
وإنّ الشيخين قد أحرقا الأحاديث النبوية
الشريفة [١].
وإنّ الخليفة عمر بن الخطّاب قد أمر كلّ
الصحابة بأن يمحوا ما عندهم من السُنّة [٢].
وإنّ السُنّة لم تُكتب إلاّ في زمن عمر
بن عبد العزيز الّذي أمر العلماء بتدوين الأحاديث وكتابتها ، كما هو المعلوم من تاريخ كتابة السُنّة النبوية [٣]
!!
ابن إبراهيم بن عبد
الرحمٰن بن عوف ، عن أبيه ، قال : والله ! ما مات عمر بن الخطّاب حتّىٰ بعث إلىٰ أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق : عبد الله
بن حذافة ، وأبا الدرداء ، وأبا ذرّ ، وعقبة بن عامر ، فقال : ما هذه الأحاديث الّتي
قد أفشيتم عن رسول الله في الآفاق ؟ قالوا : أتنهانا ؟ قال : لا ، أقيموا عندي ما عشت
، فنحن أعلم نأخذ ونردّ عليكم ، فما فارقوه حتّىٰ مات. انتهىٰ.
وروى الحاكم في مستدركه ١ /
١٩٣ : عن سعيد بن إبراهيم ، عن أبيه : أنّ عمر ابن الخطّاب قال لابن مسعود
ولأبي الدرداء ولأبي ذرّ : ما هذا الحديث عن رسول الله ؟ وأحسبه حبسهم
بالمدينة حتّىٰ أُصيب.
... عن شعبة ، فذكر الحديث
بإسناده نحوه ، وقال : هذا حديث صحيح علىٰ شرط الشيخين ، وإنكار عمر أمير المؤمنين علىٰ الصحابة كثرة الرواية عن رسول
الله فيه سُنّة ، ولم يخرجاه. انتهىٰ.
وجاء في كنز العمّال ١٠ / ٢٨٥
: قالت عائشة : جمع أبي الحديث عن رسول الله وكانت خمسمائة حديث ، فبات
ليلته يتقلّب كثيراً ، قالت : فغمّني فقلت : أتتقلّب لشكوىٰ أو لشيء بلغك ؟
فلمّا أصبح قال : أي بنية ! هلمّي الأحاديث الّتي عندك ، فجئته بها ، فدعا
بنار فحرقها. انتهىٰ.
[٢] عن يحيىٰ بن
جعدة ، قال : أراد عمر أن يكتب السُنّة ، ثمّ بدا له أن لا يكتبها ، ثمّ
كتب في الأمصار : مَن كان عنده شيء فليمحه. أخرجه ابن عبد البرّ في جامع
بيان العلم وفضله ١ / ٦٥.
[٣] ولمزيد الاطلاع
علىٰ هذا التاريخ وتفاصيله يمكن مراجعة كتاب منع
تدوين الحديث للسيّد علي الشهرستاني.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 81