اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 62
وعلىٰ أية حال ، فقد يقول قائل
:
لماذا هذا الشكّ في المصداق ، فإنّ
الآية كشفت عن إيمان المبايعين ، وأنّها دلّت علىٰ أنّ كلّ الّذين بايعوا في هذه الواقعة هم من المؤمنين
الّذين رضي الله عنهم.
قلنا :
مع غضّ النظر عن البيان المتقدّم ، وما
يفيده كلام القائل هنا من استدلال عقيم ; لِما فيه من جنبة الدور ، فإنّه
مخالف لظاهر الآية الكريمة وللنصوص الواردة عن الواقعة ; فقد جعل سبحانه في
الآية الكريمة بياناً وعلامة ـ أي للمؤمنين المبايعين تحت الشجرة ـ تكشف
أنّ رضاه سبحانه كان عن بعض المبايعين لا عن جميع المبايعين ..
فقد قال سبحانه عن
الّذين رضي عنهم في البيعة : (فَعَلِمَ
مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) .. وعند
العودة إلىٰ نصوص الواقعة نجد أنّ المبايعين بايعوا علىٰ أن لا يفرّوا ،
وفي بعض النصوص : أنّهم بايعوا علىٰ الموت ، وفي بعضها : أنّهم بايعوا علىٰ
أن
لا يفرّوا وعلىٰ الموت ، وفي رابعة : أنّهم بايعوا علىٰ أن لا يفرّوا
دون البيعة علىٰ الموت ، فيكون القدر المتيقّن هو : البيعة علىٰ عدم الفرار
، وإن
كان لازم عدم الفرار هو معنىٰ البيعة علىٰ الموت ، فلا تختلف عندئدٍ
المضامين الواردة في هذه النصوص [١]
..
[١] انظر : فتح
الباري ٦ / ٨٢ و ٧ / ٣٤٥ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٤١ ، تاريخ دمشق ٣٩ / ٧٧ ، تفسير الطبري ٢٦ / ١١٤ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٣٥٧.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 62