اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 48
إلىٰ كتاب
الله الكريم ، لوفّر علىٰ قارئ كتيّبه مشقّة الإجمال الّذي أوقعه فيه ،
ولانقلَب منه القارئ علىٰ علم هدىً ومصباح دجىً في كيفية العودة
إلىٰ كتاب الله العزيز والأخذ منه [١].
وسيأتي عند بيان النقطة الثانية عشرة
أنّ الله سبحانه قد أمر المسلمين بالردّ إلىٰ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
وإلى أُولي الأمر ، كما في قوله تعالىٰ : (وَلَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)[٢].
ومع هذا كلّه فنحن نلزم الكاتب بما ألزم
به نفسه من العودة إلىٰ كتاب الله الكريم والأخذ بما وافقه وطرح ما سواه ،
وندعوه ـ حسب دعوته ـ إلىٰ ترك كلّ الاجتهادات الّتي صدرت عن الخلفاء
الثلاثة الأوائل مقابل النصوص القرآنية وعدم الالتزام بها [٣]
، وترك ما أفتىٰ به أئمّة أهل السُنّة مقابل النصوص القرآنية من قياسات واستحسانات ما أنزل الله بها من سلطان.
وعلىٰ سبيل المثال : هل يستطيع
الكاتب أن يمتثل لأمر الله تعالىٰ في القرآن ويمسح رجله في الوضوء بدل الغسل ؛ لأنّ القرآن جاء بالمسح
[١] راجع مَن ذكر
نزول قوله تعالىٰ : (فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) في أهل البيت عليهمالسلام
: الطبري في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، والآلوسي في تفسيره ، والقرطبي في تفسيره ..
وأخرج الثعلبي في تفسيره
الكبير : عن جابر ، في معنىٰ هذه الآية ، قال : لمّا نزلت هذه الآية قال عليّ : « نحن أهل الذكر ».
[٣] راجع كتاب : النصّ
والاجتهاد ، للسيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي
; لتقف علىٰ عشرات الموارد الّتي اجتهد فيها بعض الصحابة مقابل النصوص القرآنية ، والّتي
ما زال الكثير من المسلمين يأخذون بهذه الاجتهادات ويعملون بها رغم مخالفتها لصريح القرآن.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 48