اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 333
ثمّ إنّ الله تعالىٰ هو خالق
التوسّل ، وخالق النفع الّذي يحصل به بإذن الله ، فالتوسّل بالأنبياء والأولياء من باب الأخذ بالأسباب.
ولأنّ الأسباب إمّا ضرورية ، كالأكل
والشرب ، وإمّا غير ضرورية ، كالتوسّل ، والمؤمن الّذي يتوسّل بالأنبياء
والأولياء لا يعتقد أنّ كونهم وسطاء بينه وبين الله ، بمعنىٰ أنّ الله
يستعين بهم في إيصال النفع للمتوسّل
، بل يراهم أسباباً جعلها لحصول النفع بإذنه ...
فقول هؤلاء المنكرون : لِمَ تجعلون
وسائط بينكم وبين الله ؟ لِمَ لا تطلبون حاجتكم من الله ؟ كلام لا معنىٰ له
; لأنّ الشرع رخّص للمؤمن أن يطلب من الله حاجته من دون توسّل ، وبين أن
يطلب حاجته مع التوسّل.
فالّذي يقول : اللّهمّ إنّي أسألك
بنبيّك ، أو بجاه نبيّك ، أو نحو ذلك ، فقد سأل الله ، كما أنّ الّذي يقول : اللّهمّ إنّي أسألك كذا وكذا ، قد سأل الله ،
فكلا الأمرين سؤال من العبد إلىٰ ربّه ، وكلاهما داخل في حديث : « إذا
قال الطبراني بعد ذكر طرق
الحديث : إنّ الحديث صحيح ، هذا كلام الحافظ المنذري.
وكذا نقل تصحيح الطبراني
ووافقه : الحافظ الهيثمي في باب صلاة الحاجة من مجمع
الزوائد.
ووافق علىٰ تصحيح
الحديث أيضاً : النووي في باب أذكار صلاة الحاجة من كتب الأذكار ، والحافظ في أمالي الأذكار ، والحافظ السيوطي في الخصائص الكبرىٰ ، وابن تيمية في غير موضع من
كتبه ; ونقل تصحيحه عن الترمذي والحاكم والحافظ أبي عبد الله المقدّسي ـ صاحب المختارة ـ وغيرهم.
وبالجملة ؛ فالحديث صحيح
بإجماع الحفّاظ ، لا مطعن فيه ولا مغمز.
راجع كتابنا : حقيقة
الوهّابية ٢ / ١١ ـ ١٧ ، لتجد دلالة حديث الأعمىٰ علىٰ جواز التوسّل في جميع الحالات من اثني عشر وجهاً.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 333