اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 324
الهادفة إلىٰ فتح
الحوار والتفكير الجادَّين من أجل الوصول إلىٰ الحقيقة الّتي اشتبهت معالمها عليهم ؛ وذلك لخطر منزلة المتخاصِمَين في القضية !
قال ابن أبي الحديد في شرحه لكلام أمير
المؤمنين عليهالسلام
المتقدّم : ما أحسن هذا التقسيم وأبلغه في عطف القلوب عليه واستمالة النفوس
إليه ؛ قال : لا يخلو حالي في خروجي من أحد أمرين : إمّا أن أكون ظالماً ،
أو مظلوماً ، وبدأ بالظلم هضماً لنفسه ، ولئلاّ يقول عدوّه بدأ بدعوىٰ
كونه مظلوماً ، فأعطىٰ عدوّه من نفسه ما أراد ..
قال : فلينفر المسلمون إليَّ ؛ فإن
وجدوني مظلوماً أعانوني ، وإن وجدوني ظالماً ينهوني عن ظلمي لأعتب وأنيب إلىٰ الحقّ. وهذا كلام حسن ، ومراده عليهالسلام
يحصل علىٰ كلا الوجهين ؛ لأنّه إنّما أراد أن يستنفرهم ، وهذان الوجهان يقتضيان نفيرهم إليه علىٰ كلّ حال [١].
أقول :
بعد هذا الّذي بيّناه وذكرناه من أدلّة
حول عصمته عليهالسلام
من الكتاب والسُنّة ، ومن نهج
البلاغة ، وبيان حال خطاباته عليهالسلام واتّجاهاتها ; لا
يترتّب الأثر الّذي رتّبه الدليمي علىٰ تلك الخطابات بقوله : فكونه غير معصوم أمر مفروغ منه !! بل العكس هو الصحيح ، أي : كونه عليهالسلام
معصوماً هو الأمر المفروغ منه ..
وهذه الأدلّة الّتي تلوناها عليك ، بين
يديك ، تنبئك بعصمته عليهالسلام
بما لا لبس فيه.