اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 323
يعاشروه ؛ كي يعرفوا
مزاياه وخصائصه الّتي حباه الله بها [١]
، وإنّما كانت تصلهم أخباره عن طريق المسافرين أو الرواة ، وهي ـ أي
الأخبار ـ متفاوتة بين الصدق والكذب ، كأيّ خبر يُنقل ، حسب وثاقة الرواة
وعدمها ، وحسب نقل المحبّين له والمبغضين ، وهم موجودون في زمانه ، كما
أنّهم موجودون في كلّ زمان.
بل إنّ نسبة المبغضين له في العرب آنذاك
أكبر من نسبة المحبّين له ؛ لموقع سيفه في القبائل العربية الّتي حاربت
الإسلام في بدء الدعوة ، فما من قبيلة من قبائل العرب إلاّ كان قد وترها
بواحد من أفرادها ، أو بعدّة أفراد [٢].
كما أنّ خروج عائشة ( أُمّ المؤمنين ) مع
طلحة والزبير لحربه عليهالسلام
كان له الأثر الكبير في اشتداد الفتنة علىٰ الناس ، واشتباه معالم الحقّ عليهم ،
فلم يعرفوا أي المعسكرين علىٰ حقّ ، هل هو معكسر أمير المؤمنين وابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، أم معسكر أُمّ المؤمنين وحواريّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، كما يسمّونهم ؟
الأمر الّذي دعا الإمام عليهالسلام أن يكلّم الناس
بهذه الطريقة التشكيكية ،
[١] انظر : كتابه
الآخر الّذي كتبه عليهالسلام
إلىٰ أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلىٰ البصرة ، والّذي جاء فيه : «
فإنّي أُخبركم عن أمر عثمان ؛ حتّىٰ يكون سمعه كعيانه ... الخ » ؛ نهج
البلاغة ـ تعليق الشيخ محمد عبده ـ ج ٣ ص ٢ ..
وهو يدلّ علىٰ أنّ غاية
ما عند أهل الكوفة من أخباره عليهالسلام وأخبار الحوادث الّتي جرت حينذاك إنّما مصدرها السمع فقط ، وهو مختلف صدقاً وكذباً ، كما سنشير إليه.
[٢] انظر : قول عمر
بن الخطّاب لابن عبّاس عند محاججة الأخير له بأحقيّة عليّ عليهالسلام بالخلافة ؛ قال عمر : لا وربّ هذه البنية ـ يعني الكعبة ـ لا تجتمع عليه قريش
أبداً ، ولو وليها لانقضت عليه العرب من أقطارها ; شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٢١.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 323