اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 126
اختار الله لنبيّه (
عليه الصلاة والسلام ) ما عنده ، وأتمّ له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأفلج
حجّته ، وقبضه الله إليه ( صلوات الله عليه ) كان أبوك وفاروقه أوّل من
ابتزّه حقّه وخالفه علىٰ أمره ، علىٰ ذلك اتّفقا
واتّسقا ، ثمّ إنّهما دعواه إلىٰ بيعتهما فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما ،
فهمّا به الهموم ، وأرادا
به العظيم [١].
٢ ـ وهذا نصّ آخر من نهج البلاغة
نفسه يبين فيه الإمام عليهالسلام
دفعه عن حقّه في الخلافة ، والاستئثار عليه ؛ قال عليهالسلام
: « فو الله ما زلت مدفوعاً عن حقّي ، مستأثراً علَيَّ منذ قبض الله نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
حتّىٰ يوم الناس هذا » [٢].
٣ ـ وقال عليهالسلام
في مورد آخر : « حتّىٰ إذا قبض الله رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
رجع قوم علىٰ الأعقاب ، وغالتهم السبل ، واتّكلوا علىٰ الولائج [٣] ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا السبب الّذي أُمروا بمودّته [٤] ، ونقلوا البناء عن رصّ أساسه فبنوه في غير موضعه » [٥].
٤ ـ وقال عليهالسلام
يوم الشورىٰ : « وقد قال قائل : إنّك علىٰ هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص.
فقلت : بل أنتم والله لأحرص وأبعد ، وأنا أخصّ وأقرب ، وإنّما طلبت حقّاً
لي تحولون بيني وبينه ، وتضربون وجهي دونه.
[١] راجع تمام
الرسالتين في جمهرة رسائل العرب ١ / ٥٤٥ ، مروج الذهب ٣ / ٢١ ، شرح نهج
البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٣ / ١٩٠ ، وقعة صِفّين : ١٢٠ ، أنساب الأشراف :
٣٩٦.
[٢] راجع : نهج
البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ٤٢.
[٣] الولائج : جمع
وليجة ; وهي : البطانة ، وخاصّة الرجل من أهله وعشيرته ، ويراد بها دخائل
المكر والخديعة. نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٣٦.
[٤] وهم أهل بيت
النبوّة الّذين أمر الله المسلمين بمودّتهم في قوله عزّ من قائل : (قُل لاَّ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى القربىٰ ). سورة الشورىٰ : الآية ٢٣.
[٥] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٣٦.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 126