اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 125
فقال أبو عبيدة بن الجرّاح لعليّ كرّم
الله وجهه : يا بن عمّ ! إنّك حديث السنّ وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك مثل
تجربتهم ، ومعرفتهم بالأُمور ، ولا أرىٰ أبا بكر إلاّ أقوىٰ علىٰ هذا الأمر
منك ، وأشدّ
احتمالاً واضطلاعاً به ، فسلّم لأبي بكر هذا الأمر ، فإنّك إن تعش ويطل بك
بقاء فأنت لهذا الأمر خليق وبه حقيق ، في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك
ونسبك وصهرك.
فقال عليّ كرّم الله وجهه : الله الله
يا معشر المهاجرين ! لا تخرجوا سلطان محمّد في العرب عن داره وقعر بيته ،
إلىٰ دوركم وقعور بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقّه ، فو
الله يا معشر المهاجرين ! لنحن أحقّ الناس به ، لأنّنا أهل البيت ، وأنا
أحقّ بهذا الأمر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه بدين الله ،
العالم بسُنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الأُمور
السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنّه لفينا
، فلا تتّبعوا الهوىٰ ، فتضلّوا عن سبيل الله ، فتزدادون من الحقّ بُعدا [١].
وأقول :
قد أجرىٰ الله تبارك
وتعالىٰ أيضاً بيان ثبوت حقّ أمير المؤمنين عليهالسلام
بالخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
مباشرة علىٰ لسان ألدّ أعدائه ، وهو معاوية ، فانظر إلىٰ رسالته الّتي بعثها إلىٰ محمّد بن أبي بكر ، جواباً
علىٰ رسالة كان قد بعثها الأخير إليه ..
قال معاوية مخاطباً محمّد بن أبي بكر : فقد
كنّا أنا وأبوك معنا في حياة نبيّنا نعرف حقّ ابن أبي طالب لازماً لنا ، وفضله مبرزاً علينا ، فلمّا