responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 72
أهدافه، حيث يتفرغ فيها لعبادة ربه، ونيل منازل القرب والزلفى منه، وليس فيها ما يصرفه عن ذلك، ولا يحتاج إلى التفكير حتى في أبسط الأشياء، ولو في الحصول على شربة ماء، فضلاً عن أن يسعى لتحصيلها، أو حفظها، فجهده إذن متحمض في عبادة ربه، وفي الاجتهاد في الوصول إليه..

وذلك لأن: إهتمامات النبي آدم عليه السلام وطموحاته، ليست هي الحصول على الملذات والشهوات، كالطعام والشراب، وما إلى ذلك.

فيقول له إبليس:

إنه إذا كان هذا هو هدفه، فلماذا لا يأكل من هذه الشجرة؟

فيخبره آدم عليه السلام بأن ربه سبحانه قد نهاه عن الاقتراب من تلك الشجرة، فضلاً عن الأكل منها..

المبرر المعقول والمقبول:

وكان لا بد لإبليس أن يقدم حلاً مقبولاً، ومبرراً معقولاً لهذه المعضلة التي تواجهه.. وأن يفسح المجال أمام آدم عليه السلام، ويقنعه بالإقدام على مخالفة النهي..

ولعل هذا المبرر هو أحد أمرين: أولهما: ارادة جنس الشجرة. وسيأتي.

ثانيهما: ادعاء أن نهي الله سبحانه له، إنما كان عن شخص الشجرة، لا عن جنسها. فلعل تلك الشجرة المشار إليها كانت مبغوضة لسبب يختص بها، ولا يتعداها إلى مثيلاتها..

ومن هنا يلاحظ: أن إبليس قد اختار هذا الحل بالذات، وآثر أن يذكر الشجرة أيضاً بواسطة اسم الإشارة المعين لشخصها، فقال: {عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}.. إشعاراً منه بأن شخصها هو المنهي عنه، أما جنسها، فلا دليل على أنه مشمول للنهي أيضاً..

اسم الکتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست