responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 54
وأصرح أنواع الدلالات، لأنه تعني الحضور الفعلي للمشار إليه، فقال: {إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ}..

لكنه من جهة ثانية: قد أبقاه على حالة من الإبهام، فلم يذكر له اسمه، ولا صفته، ولا أطلعه على حيله، ومكره وحبائله، بل اكتفى بالإشارة إلى عداوته له، وإلى أنه قد يخرجهما من الجنة.

وسيأتي: إن الإبهام والتحديد قد جاء وفق السنة الإلهية الجارية، التي تريد للمخلوقات أن يتكاملوا باختيارهم، ووفق الهدايات التي أنعم الله بها عليهم، من دون أن يكون ثمة أي حيف أو انتقاص..

إشكال.. وجوابه:

ولعلك تقول: لو لم يكن النبي آدم يعرف إبليس معرفة تامة، واستطاع إبليس أن يتخفى عليه، فكيف عاتبه الله تعالى ولامه على طاعته له، حيث قال: {وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ}..

ونجيب:

إن هذا ليس عتاباً للنبي آدم عليه السلام، بل هو إعلام له بأن الذي كلمه، وأثار الاحتمالات أمامه كان هو نفس ذلك الذي كان الله قد حذره منه، وأخبره بأنه عدوه.. و..

فهذا النداء ليس لوماً للنبي آدم، بل هو كشف له عن حقيقة الأمر..

مستوى معرفة آدم (عليه السلام) بإبليس:

كما أننا حين نقرأ في كتاب الله أن إبليس قد وسوس لآدم، فلا يعني ذلك أن لإبليس تسلط وهيمنة على آدم، وإنما يراد منه أنه قد استطاع أن يوصل الفكرة إلى آدم من طرف خفي، ككونها مغلفة ببعض ما يخفي نواياه الحقيقية من طرحها..

اسم الکتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست