responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنتصار (بحوث في التوراة والإنجيل) المؤلف : حبيب آل إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 33
فهل آمن الناس بنوح إذ جاءهم بالطوفان؟ وهل صدّقوا بإبراهيم إذ كانت النار عليه برداً وسلاماً؟ وهل أذعنوا لموسى إذ جاءهم بالعصا تلقف ما يأفكون؟ وهل قبلوا من محمّد(صلى الله عليه وآله) إذ جاءهم بالقرآن المبين؟ (كلّما جاء أمّة رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضا ـ وجعلناهم أحاديث فبعداً لقوم لا يؤمنون)[1]، فإن كنت أيّها الشاب النبيه لطهارة قلبك وصفاء باطنك ترى أنّ من الغريب النكوص عن الحق بعد قيام الدليل عليه، ووضوح الحجّة لديه، وترى انّه لابدّ في النكوص عنه والجحود له من سبب معقول، وداع مقبول، فأنت تسأل عن ذلك السبب، وتبحث الوقوف على ذاك الداعي فأعرني سمعك لما يتلى.

اعلم هداك الله إلى رشدك انّ الناس على قسمين خاصّة وعامّة، ولا ريب انّ القسم الثاني تابع للأوّل غالباً، فمنه يأخذون وعلى رأيه يعتمدون.

ثمّ اعلم انّ للخاصّة مفسدتين عظيمتين ومهلكتين كبيرتين كلّما نجا أحدهم من مهلكة وقع في أخرى، وهما الحسد والاستكبار، بهما هلكت الأمم ومنهما ضلّت، قال الله تعالى فيما قصّ علينا من سورة البقرة بشأن ابليس:

(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)[2].

وقال تعالى فيما قصّ علينا من سورة المؤمنون بشأن نوح:


[1] المؤمنون: 44.

[2] آية 34.

اسم الکتاب : الإنتصار (بحوث في التوراة والإنجيل) المؤلف : حبيب آل إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست