الباب الخامس والأربعون في سؤال أبي ذر للنبي صلى الله عليه وآله
قال أبوذر رحمة الله عليه: دخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في المسجد[1] جالس وحده، فاغتنمت وحدته فقال: يا أباذر انّ للمسجد تحيّة، فقلت: وما تحيّته يا رسول الله؟ فقال: ركعتان، فركعتهما ثم التفتّ إليه فقلت: يا رسول الله أمرتني بالصلاة فما حدّ الصلاة؟ قال: خير موضوع فمن شاء أقلّ ومن شاء أكثر.
فقلت: يا رسول الله أيّ الأعمال أحب إلى الله تعالى، قال: الايمان بالله، ثم الجهاد في سبيله، قلت: يا رسول الله أيّ المؤمنين أكمل ايماناً؟ قال: أحسنهم خلقاً، قلت: فأيّ المؤمنين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده، قلت: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السوء، قلت: فأيّ [وقت من][2] الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر.