قال الله تعالى: {انّ في ذلك لآيات للمتوسمين}[1]، قيل: المتفرسون.
قال النبي صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور الله[2]، يعني ينظر بنور وهبه الله له.
وروي عن اُويس رحمه الله انّه لما قصده حيان بن هرم قال له حين رآه: السلام عليك يا أخي حيان بن هرم، فقال له: من أين لك معرفتي ولم ترني؟ فقال له: المؤمن ينظر بنور الله، وانّ أرواح المؤمنين تسام كما تسام الخيل.
والفراسة أنوار سطعت في القلوب لحقائق الايمان، ومعرفة تمكّنت في النفوس فصدرت من حال إلى حال حتّى شهدت الأشياء من حيث أشهدها سيدها ومولاها، فنطقت عن ضمائر قوم وأمسكت عن آخرين، والفراسة أيضاً نتيجة اليقين، وطريق المؤمنين.