responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 85
من كلام الآلوسي.

وقال القرطبي في تفسيره: "فنزلت الآية مخبرة أنّ ذلك من تملّكهم وصعودهم [أي نَزْوِهِم على منبره نزو القردة] يجعلها الله فتنة للناس وامتحاناً، وقرأ الحسن بن عليّ في خطبته في شأن بيعته لمعاوية: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين}. قال ابن عطية: وفي هذا التأويل نظر، ولا يدخل في هذه الرؤيا، عثمان، ولا عمر بن عبدالعزيز، ولا معاوية"[1].

وعليه فلا يصحّ ما قالوه من تكلّفات في كلمة الرؤيا والشجرة الملعونة في الآية، مع وضوح أنّ الملعونين في القرآن هم جند إبليس واليهود، والمشركون، والمنافقون، والذين ماتوا وهم كفار، والذين يكتمون ما أنزل الله، والذين يؤذون الله ورسوله وغيرها لا شجرة الزقوم ولا غيرها من التأويلات التي صيغت بأخرة لإبعاد الآية الكريمة عن معناها الحقيقي[2].


[1] تفسير القرطبي 10: 283 سورة الاسراء.

[2] وللتاكيد انظر: كتاب المأمون العبّاسي في تاريخ الطبري 10: 57 ـ 58 حتى تقف على الفهم السائد في القرون الأولى بالنسبة للشجرة الملعونة وأنّها تعني بني أميّه وأن أهل البيت هم العترة ـ والكتاب طو يل نأخذ من قوله ـ:... فجعلهم الله أهل بيت الرحمة وأهل بيت الدين، أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيرا، ومعدن الحكمة، وورثة النبوة، وموضع الخلافة، وأوجب لهم الفضيلة، وألزم العباد لهم الطاعة، وكان ممن عانده ونابذه وكذّبه وحاربه من عشيرته العدد الأكثر، والسواد الأعظم، يتلقّونه بالتكذيب والتثريب، ويقصدونه بالأذيّة والتخو يف، ويبادونه بالعداوة، وينصبون له المحاربة، ويصدّون عنه من قصده، وينالون بالتعذيب مَن اتّبعه، وأشدّهم في ذاك عداوة وأعظمهم له مخالفة، وأوّلهم في كلّ حرب ومناصبة، لا يرفع على الإسلام راية إلاّ كان صاحبها وقائدها ورئيسها في كلّ مواطن الحرب من بدر، وأحد، والخندق، والفتح: أبو سفيان بن حرب، وأشياعه من بني أميّة الملعونين في كتاب الله، ثمّ الملعونين على لسان رسول الله في عدة مواطن وعدّة مواضع ; لماضي علم الله فيهم وفي أمرهم، ونفاقهم، وكفر أحلامهم، فحارب مجاهداً، ودافع مكابداً، وأقام منابذاً حتّى قهره السيف، وعلا أمر الله وهم كارهون، فتقوَّل بالإسلام غير منطو عليه، وأسرَّ الكفر غير مقلع عنه، فعرفه بذلك رسول الله والمسلمون وميّز له المؤلفة قلوبهم فقبله، وولده على علم منه، ممّا لعنهم الله به على لسان نبيه وأنزل به كتاباً قوله: {والشجرةَ الملعونَة في القرانِ ونُخوّفهم فما يزيدهم إلاّ طغياناً كبيرا} ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني أميّة، ومنه قول الرسول (عليه السلام) وقد رآه مقبلاً على حمار، ومعاوية يقود به، ويزيد ابنه يسوق به: لعن الله القائد، والراكب، والسائق...

اسم الکتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست