و من لنا به، و أين هو؟، قال: بوادي تهامة، عند شجر السمر.
فأقبل عبد المطلب راكبا و متسلحا، فلما صار ببعض الطريق تلقاه ورقة بن نوفل فصارا جميعا يسيران، و تقدم أبو مسعود الثقفي فإذا هو برسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) إلى جنب الشجرة و هو يجذب الأغصان و يعبث بالورق، فدنا منه فقال: من أنت يا غلام؟ فقال له النبي (صلى الله عليه و سلم): إليك عني يا أخا ثقيف، قال: فبقي متعجبا من حداثة سنه و سرعة جوابه فقال له الثقفي:
من أنت يا غلام؟ قال: أنا ابن سيد العرب كلها، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، قال: فرجع أبو مسعود الثقفي فبشر عبد المطلب و قريشا حتى دنوا من النبي (صلى الله عليه و سلم) فدنا عبد المطلب فقال: يا غلام من أنت؟ فرفع النبي (صلى الله عليه و سلم) رأسه إلى جده قال: أنا ابن ابنك و من نسلك، فقال: يا غلام انسب لي نفسك، فذكر النبي (صلى الله عليه و سلم) نسبه- و سيجيء بعد إن شاء اللّه-.
قال: و كان (صلى الله عليه و سلم) يومئذ ابن ست و ثمانين شهرا.
فاحتمله عبد المطلب على مقدم راحلته حتى أتى به الكعبة و طاف به حولها و يقول:
أعيذه بالواحد * * * من شر كل حاسد
- البخاري في تاريخه من وجه آخر [3/ 454] الترجمة 1513، و ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل [7/ 173]، و ابن سعد في الطبقات [1/ 112]، و البيهقي في الدلائل [2/ 20]، و الحاكم في المستدرك [2/ 603- 604]، و ابن سيد الناس في سيرته [1/ 99].
قوله: «ورقة بن نوفل»:
ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي، الأسدي، ابن عم خديجة بنت خويلد بن أسد، و أحد من عاش الفترة و أخبر عنه النبي (صلى الله عليه و سلم) أنه في الجنة، و ستأتي أخباره (رحمه اللّه).