عن حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، من بني سعد بن بكر بن هوازن- قال أبو عمرو: هي أم نبي اللّه التي أرضعته و فصلته- قالت: أصابتنا سنة شهباء، لم يبق لنا شيء، فخرجنا في نسوة من بني سعد بن بكر إلى قوله: «من بني سعد بن بكر بن هوازن»:
و اسم أبي ذؤيب: عبد اللّه بن الحارث، لم يخالف في هذا إلا الكلبي فقال:
اسمه: الحارث بن عبد اللّه، و قد نسبت كذلك في رواية البيهقي في الدلائل، و هي أم النبي (صلى الله عليه و سلم) و مرضعته، حظيت بالسعادة في الدارين ببركته (صلى الله عليه و سلم) فهنيئا لها رضي اللّه عنها و أرضاها، كان النبي (صلى الله عليه و سلم) إذا جاءته يقوم لها و يبسط لها رداءه.
انظر ترجمتها في:
الإصابة [12/ 200]، الاستيعاب [12/ 261]، أسد الغابة [7/ 67].
قوله: «أصابتنا سنة شهباء»:
أورد المصنف (رحمه اللّه) حديث عبد اللّه بن جعفر و لم يتقيد بلفظه إذ أدخل في حديثه حديث ابن عباس الطويل و كأنه أراد بذلك الجمع بين ألفاظ قصة رضاعه و نشأته عند أمه حليمة السعدية رضي اللّه عنها، و لفظ قصة الباب التي أوردها أقرب ما يكون للفظ حديث ابن عباس، و أنا أخرج الطريقين تتميما للفائدة.
- فأما حديث عبد اللّه بن جعفر فأخرجه ابن إسحاق في السيرة [/ 48]، و من طريقه ابن هشام في السيرة [1/ 162]، و أبو يعلى الموصلي في مسنده [13/ 93] رقم 7163، و من طريقه ابن عساكر في تاريخه [3/ 88]، و الطبراني في معجمه الكبير [24/ 212] رقم 545، و من طريقه أبو نعيم في الدلائل برقم 94، و البيهقي في الدلائل [1/ 132]، و ابن جرير في تاريخه [2/ 158]، و صححه ابن حبان- كما في الإحسان- برقم 6335.
قال ابن كثير بعد إيراده في تاريخه: هذا الحديث قد روي من طرق، و هو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل المغازي و السير.-