و حضرت المطلب الوفاة فدعا بعبد المطلب فقال: يا بني اجمع لي بني النضر: عبد قيسها و عبد شمسها و مخزومها و فهرها، و لؤيها، و غالبها، و هاشمها، و عبد المطلب يومئذ غلام ابن خمس و عشرين سنة أطول قريش باعا و أشدهم قوة، تفوح منه ريح كريح المسك، و نور محمد (صلى الله عليه و سلم) يسطع في دائرة غرة جبينه، فلما نظر المطلب إلى ذلك قال: معاشر قريش إنكم مخ ولد إسماعيل (عليه السلام)، و أنتم الذين اختاركم اللّه لنفسه، فجعلكم سكان حرمه، و سدنة بيته، و أنا اليوم رئيسكم و سيدكم، و هذا لواء نزار، و قوس إسماعيل، و سقاية الحاج، و مفاتيح الأصنام، قد سلمتها إلى ابني هذا عبد المطلب فاسمعوا له و أطيعوا، فقالوا: سمعنا، قال: فوثبت قريش فقبلت رأس عبد المطلب و نثروا عليه الدراهم و الدنانير و قالوا: قد سمعنا و أطعنا، و كان لواء نزار و قوس إسماعيل (عليه السلام) في يده و كانت قريش بعد ذلك إذا أصابتهم قحط و شدة يأخذون بيد عبد المطلب فيخرجونه إلى ثبير فيتقربون به إلى اللّه عزّ و جلّ و يسألونه أن يسقيهم بنور محمد (صلى الله عليه و سلم) فيسقيهم اللّه جل جلاله به.
قوله: «و حضرت المطلب الوفاة»:
في الأصول: هاشما و لعله من سبق القلم فقد تقدم أن هاشما مات بأرض الشام و ابنه صغير عند أهله بالمدينة.