responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : أبو سعيد الخركوشي النيشابوري    الجزء : 1  صفحة : 223

الشأن، زخرفها و كوكبها، و بالشمس أشرقها، و بالأرض صميم الأديم الزاخر سطحها، ليس له كيفية، و لا أينية و لا كيموسية و لا كيفوية، أظلم الليل، و أضاء النهار، يسلك بعضهم في بعض كيف يشاء.

فقلت له: لم تجد موضعا تصلي فيه إلا في هذا الموضع؟

قال: ما أجد أحدا يقول لا إله إلا اللّه إلا صاحبي هذين القبرين، و إنما أنتظر ما أصابهما، ثم ذكر أيامهما و بكى، ثم جعل يقول:

خليلي هبا طالما قد رقدتما * * * أجدكما لا تقضيان كراكما

- قبلك، ثم ورد بعده، فقلت له: ما هذا القبران؟ فقال: هذان قبرا أخوين لي كانا يعبدان اللّه تعالى، معي في هذا المكان، لا يشركان باللّه شيئا، فأدركهما الموت فقبرتهما، و ها أنا بين قبريهما، حتى ألحق بهما، ثم نظر إليهما، فتغرغرت عيناه بالدموع، فانكب عليهما و جعل يقول:

خليليّ هبّا طالما قد رقدتما * * * أجدكما لا تقضيان كراكما

أ لم تريا أني بسمعان مفرد * * * و ما لي فيه من خليل سواكما

مقيم على قبركما لست بارحا * * * طوال الليالي أو يجيب صداكما

أبكيكما طول الحياة و ما الذي * * * يرد على ذي لوعة إن بكاكما

أمن طول نوم لا تجيبان داعيا * * * كأن الذي يسقي العقار سقاكما

كأنكما و الموت أقرب غاية * * * بروحي في قبريكما قد أتاكما

فلو جعلت نفس لنفس امرئ فداها * * * لجدت بنفسي أن تكون فداكما

فقال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): رحم اللّه قسا، و إني لأرجو أن يبعثه اللّه أمة وحده.

قوله: «و لا كيموسية»:

الكيموس في عبارة الأطباء: الطعام المهضوم في المعدة قبل أن يخرج منها فيصير دما، و هي هنا بمعنى الحاجة إلى الطعام، قاله ابن منظور.

اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : أبو سعيد الخركوشي النيشابوري    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست