responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : أبو سعيد الخركوشي النيشابوري    الجزء : 1  صفحة : 141

و كانت أم بلوقيا في الأحياء و كانت عاقلة ممسكة بما فيها يقال لها هلفا بنت برنا، فقال لها بلوقيا: يا أماه إني قد أزمعت على التطواف في الدنيا برها و بحرها سهلها و جبلها أطلب أثر محمد (صلى الله عليه و سلم) و أمته، فقالت له أمه: يا بني أسأل اللّه لك العون و التوفيق فيما عزمت و أن يمن عليك بلقائه و يجعلك من أمته، و مشركا في شفاعته، فسر على اسم اللّه و عونه و بركته فإنه المعين لك و الصانع.

فسار بلوقيا متوجها نحو الشام، فكان ينزل مصر فاستخلف على بني إسرائيل خليفة، ثم تزود و تهيأ و مضى حتى قدم بلد الشام فأقام فيها أياما يعبد ربه.

ثم خرج في الطلب فبينا هو يسير إذ انتهى إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا فيها حيات كأمثال البخاتي العظام سود فنظر إلى أمر من أمر اللّه العظيم فارتعد و هو ينظر إليهن و هن يقلن: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، فقال بلوقيا: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، قال:

فرفعت الحيات رءوسهن و قلن: أيها المخلوق من أنت و ما اسمك؟

فقال: أنا إنسان و اسمي بلوقيا و أنا من بني إسرائيل، فقلن: و ما بنو إسرائيل؟ قال: من ولد آدم (عليه السلام)، فقلن: ما سمعنا اسم آدم و لا إسرائيل و لا نعرفهم، فقال لهن بلوقيا: أيتها الحيات من أنتن؟ فقلن: نحن من حيات جهنم نعذب الكفار في النار يوم القيامة، فقال بلوقيا: ما ذا تصنعن هاهنا و كيف عرفتن اسم محمد (صلى الله عليه و سلم)؟ قلن: إن جهنم تفور و تزفر كل سنة مرتين: واحدة بحرّ و الأخرى ببرد فإذا تنفست ألقينا إلى ماء هاهنا نتنفس ثم نعود إليها، فشدة حر الصيف من حرها و شدة برد الشتاء من بردها، و ليس في جهنم باب و لا ستر إلا مكتوب عليه لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه فمن أجل ذلك عرفنا محمدا (صلى الله عليه و سلم).

اسم الکتاب : شرف المصطفى المؤلف : أبو سعيد الخركوشي النيشابوري    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست