responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة المؤلف : أبو بكر البيهقي    الجزء : 0  صفحة : 34

(1) و قال: اعجل عليهم، و أغثهم بمال زيد بن سعنة. فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة، فخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، في جنازة رجل من الأنصار، و معه أبو بكر و عمر و عثمان، في نفر في أصحابه، فلما صلى على الجنازة و دنا من جدار ليجلس اليه، أتيته فأخذت بجوامع قميصه و ردائه، و نظرت إليه بوجه غليظ، و قلت: ألا تقضيني يا محمد حقي. فو اللّه، ما علمتكم يا بني عبد المطلب إلا لمطلق، و قد كان لي بخالطتكم علم. قال فنظر إليّ عمر بن الخطاب و عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير. ثم رماني بطرفه و قال: يا عدوّ اللّه، أتقول لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ما أسمع؟ و تفعل به ما أرى؟ فو الذي بعثه بالحق، لو لا ما أحاذر قوته، لضربت بسيفي رأسك. و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ينظر الى عمر في سكون و تؤدة و تبسم. ثم قال: أنا و هو كنا أحوج الى غير هذا منك يا عمر» أن تأمرني بحسن الأداء، و تأمره بحسن التقاضي. اذهب به يا عمر فاقضه حقه، و زده عشرين صاعا مكان ما رعته.

قال زيد فذهب بي عمر فقضاني حقي، و زادني عشرين صاعا من تمر، فقلت ما هذه الزيادة؟ فقال أمرني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، أن أزيدك، مكان ما رعتك.

فقلت: أ تعرفني يا عمر؟ قال: لا، فمن أنت؟ فقلت: أنا زيد بن سعنة.

قال: الحبر. قلت: الحبر. قال فما دعاك أن تقول لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ما قلت، و تفعل به ما فعلت؟ قلت يا عمر، كل علامات النبوة قد عرفت في وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله، و لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما. فقد أخبرتهما. فأشهدك يا عمر إني قد رضيت باللّه ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا، و أشهدك ان شطر مالي- فإني أكثرها مالا- صدقة على أمة محمد (صلّى اللّه عليه و سلّم). فقال عمر أو على بعضهم، فإنك لا تسعهم كلهم. قلت: أو على بعضهم. قال: فرجع عمر و زيد إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا عبده و رسوله، فآمن به و صدقه و تابعه، و شهد مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، مشاهد كثيرة. ثم قتل في غزاة

اسم الکتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة المؤلف : أبو بكر البيهقي    الجزء : 0  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست