(1) فبكى و اللّه النجاشي، حتى اخضلت لحيته، و بكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي:
إن هذا و الذي جاء به عيسى، ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فلا و اللّه لا أسلمهم إليكما و لا يكادون.
قالت: فلما خرجا من عنده، قال عمرو بن العاص: و اللّه لأتينه غدا عنهم بما استأصل به خضراءهم.
قالت: فقال له عبد اللّه بن أبي ربيعة- و كان أتقى الرجلين فينا- لا تفعل فإن لهم أرحاما، و إن كانوا قد خالفونا، قال:
و اللّه لأخبرته أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد اللّه، قالت: ثم غدا عليه من الغد.
فقال له: أيها الملك! إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما، فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه.
قالت: فأرسل إليهم ليسألهم عنه. فقالت:
و لم ينزل بنا مثلها قط، فاجتمع القوم ثم قال بعضهم لبعض: ما ذا تقولون في عيسى بن مريم إذا سألكم عنه؟ قالوا:
نقول:- و اللّه- (فيه) ما قال اللّه، و ما جاءنا به ننهينا، كائنا في ذلك ما هو كائن. قالت: فلما دخلوا عليه قال لهم: ما ذا تقولون في عيسى بن مريم؟
قالت: فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا (صلّى اللّه عليه و سلّم).
هو عبد اللّه و رسوله، و روحه، و كلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، قالت:
فضرب النجاشي بيده إلى الأرض، فأخذ منها عودا ثم قال:
و اللّه ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود، قالت: