اسم الکتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة المؤلف : أبو بكر البيهقي الجزء : 0 صفحة : 23
(1) فقامت من عنده، و هي واثقة أن لا يفعل بصاحبها إلا خيرا.
و انطلقت خديجة بمحمد (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى ورقة، فقالت له خديجة:
يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخي! ما ذا ترى؟.
فقصّ عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) خبره ...
فقال له ورقة:
و الذي نفسي بيده إنه ليأتيك الناموس [1] الأكبر الذي كان يأتي موسى و إنك نبي هذه الأمة، و لتؤذينّ، و لتقاتلنّ، و لتنصرنّ، و لئن أنا أدركت ذلك لأنصرنك نصرا يعلمه اللّه.
ثم أدنى إليه رأسه فقبل يافوخه، ثم انصرف إلى منزله، و قد زاده اللّه من قول ورقة ثباتا، و خفف عنه بعض ما كان فيه من الهم.
أما ورقة، فقد قال:
و جبريل يأتيه و ميكال معهما* * * من اللّه وحي يشرح الصدر منزل
أما خديجة فقد أحبت أن تضع جبريل موضع الاختبار، لتتبين أمره في وضوح
، فقالت خديجة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فيما تثبته- فيما أكرمه اللّه به في نبوّته:
يا ابن عم تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟
فقال: نعم.
فقالت: إذا جاءك فأخبرني.
فبينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) عندها إذ جاء جبريل، فرآه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فقال: يا خديجة! هذا جبريل.
فقالت: أ تراه الآن؟
قال: نعم.
[1] الناموس هو جبريل، و هو صاحب سر الخير. و منه الجاسوس: صاحب سر الشر.
اسم الکتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة المؤلف : أبو بكر البيهقي الجزء : 0 صفحة : 23