responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 456

حتى قتلوا بالنبل و نزل ثلاثة منهم على العهد و الميثاق و لم يف الكفار بعهدهم و هم خبيب بن عدى و عبد اللّه بن طارق و زيد بن الدثنة بفتح الدال المهملة و كسر المثلثة و فتح النون المشدّدة فأسروا فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها* قال عبد اللّه هذا أوّل الغدر و اللّه لاصبحتكم انّ لى بهؤلاء أسوة يعنى القتلى فجروه و عالجوه فأبى أن يصحبهم فقتلوه كذا فى الصفوة و المنتقى* و فى رواية خرجوا بالنفر الثلاثة حتى اذا كانوا بمر الظهران انتزع عبد اللّه يده من رباطه و أخذ سيفه و جعل يشتدّ فيهم فرموه بالحجارة حتى قتلوه فقبره بمر الظهران كذا ذكره فى الصفوة فانطلقوا بخبيب و زيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة أمّا خبيب فاشتراه بنو الحارث بن عامر بن نفيل بمائة ابل و قيل اشتروه بأمة سوداء و قيل فادوا به أسيرين من هذيل كانا بمكة و كان خبيب قتل الحارث يوم بدر* و فى المنتقى اشترى خبيبا حجير بن أبى اهاب لابن أخته عقبة بن الحارث ليقتله بأبيه* و أمّا زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية بخمسين رأسا ليقتله بأبيه و كان قتل يوم بدر و قيل اشترك جماعة فى ابتياعه و قيل حين أتوا بهما الى مكة كان ذا القعدة فحبسوا كل واحد منهما فى مكان على حدة حتى تخرج الاشهر الحرم فيقتلوهما فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا على قتله و تخرج الاشهر الحرم فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحدّ بها يعنى يحلق عانته فأعارته فدرج بنى لها و هى غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه* و فى رواية فغفلت عن ابن لها صغير فأقبل إليه الصبىّ فأجلسه عنده و الموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أ تخشين أن أقتله ما كنت لا فعل ذلك قالت و اللّه ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب و اللّه لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب فى يده مثل رأس الرحل و انه لموثق بالحديد و ما بمكة ثمرة و ما كان إلّا رزق رزقه اللّه خبيبا و هذه كرامة جعلها اللّه تعالى لخبيب و آية على الكفار و برهان لنبيه لتصحيح رسالته*

دقيقة فى أنّ الكرامة ثابتة للاولياء

و الكرامة للاولياء ثابتة مطلقا عند أهل السنة و لكن استثنى بعض المحققين منهم كالعالم الربانى أبى القاسم القشيرى ما وقع به التحدى لبعض الأنبياء قال و لا يصلون الى مثل ايجاد ولد من غير أب و نحو ذلك و هذا أعدل المذاهب فى ذلك و ان اجابة الدعوة فى الحال و تكثير الطعام و المكاشفة بما يغيب عن العين و الاخبار بما سيأتى و نحو ذلك قد كثر جدّا حتى صار وقوع ذلك ممن ينسب الى الصلاح كالعادة فانحصر الخارق الآن فى نحو ما قاله القشيرى و تعين تقييد ما أطلق بان كل معجزة وجدت لنبىّ تجوز أن تقع كرامة لولى و وراء ذلك ان الذي استقرّ عند العامّة ان خرق العادة يدل على ان من وقع له ذلك يكون من أولياء اللّه و هو غلط فانّ الخارق قد يظهر على يد المبطل من ساحر و كاهن و راهب فيحتاج من يستدلّ بذلك على ولاية أولياء اللّه الى فارق و أولى ما ذكروه أن يختبر حال من وقع له فان كان متمسكا بالاوامر الشرعية و النواهى كان علامة على ولايته و من لا فلا و اللّه أعلم و قد مرّ نحوه فى أوائل الكتاب* و لما انسلخ الاشهر الحرم أخرجوا خبيبا و زيدا من الحرم الى التنعيم ليقتلوهما فى الحل و نصبوا خشبة و حضر أكثر أهل مكة و اجتمع خبيب و زيد فى الطريق فتواصوا بالصبر و الثبات على ما يلحقهما من المكاره قال لهم خبيب دعونى أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين و قال و اللّه لو لا أن تحسبوا أن ما بى جزع لزدت و عند موسى بن عقبة انه صلاهما فى موضع مسجد التنعيم و قال اللهمّ أحصهم عددا و اقتلهم بددا يعنى متفرّقين و لا تبق منهم أحدا فلم يحل الحول و منهم أحد حىّ كذا فى المواهب اللدنية* قال معاوية بن أبى سفيان كنت فيمن حضر قتل خبيب و لقد رأيت أبا سفيان حين دعا خبيب اللهمّ أحصهم عددا يلقينى الى الارض فرقا من دعوته و كانوا يقولون ان الرجل اذا دعا عليه أحد فاضطجع زلت عنه الدعوة* و قال حويطب بن عبد العزى جعلت اصبعى فى أذنى و هربت من ذلك المكان* و قال حكيم بن حزام تخبأت وراء شجرة أو قال بأصل شجرة

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 456
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست