responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 455

و ميثاقه أن لا نقتلكم فأبوا و أمّا مرثد و خالد و عاصم بن ثابت فقالوا و اللّه لا نقبل من مشرك عهدا و قاتلوا حتى قتلوا* و فى البخاري و أمر عليهم عاصم بن ثابت حتى اذا كانوا بالهدة بين عسفان و مكة يقال منها الى عسفان سبعة أميال ذكروا لحى من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائتى رجل و عند بعضهم فتبعوا لهم بقريب من مائة رام و الجمع بينهما واضح و هو أن تكون المائة الاخرى غير رماة* و فى رواية ابى معشر فى مغازيه فنزلوا بالرجيع سحرا فاكلوا تمر عجوة فسقط نواه بالارض و كانوا يسيرون بالليل و يكمنون بالنهار فجاءت امرأة من هذيل ترعى غنما فرأت النوى فأنكرت صغرهنّ و قالت هذا تمر يثرب فصاحت فى قومها أتيتم فجاءوا فى طلبهم فوجدوهم كمنوا فى الجبل فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم* و فى رواية ابن سعد فلما أحس بهم عاصم و أصحابه لجئوا الى فدفد بفاءين مفتوحتين و مهملتين الاولى ساكنة و هى الرابية المشرفة فأحاط بهم القوم فقالوا لكم العهد و الميثاق ان نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلا فقال عاصم بن ثابت أيها القوم امّا أنا فلا أنزل فى ذمّة كافر و لا أقبل جوار مشرك و لا أضع يدى فى يد مشرك نذرت بذلك و أشهدت اللّه عليه ثم قال اللهمّ أخبر عنا رسولك فاستجاب اللّه لعاصم فأخبر رسوله خبرهم يوم أصيبوا فرماهم بالنبل و جعل يقاتل و يقول‌

ما علتى و أنا جلدنا بل‌* * * و القوس فيها وتر عنابل‌

تزل عن صفحتها المعابل‌* * * ان لم أقاتلكم فأمى هابل‌

الموت حق و الحياة باطل‌* * * و كل ما حمّ الاله نازل‌

بالمرء و المرء إليه آئل

فرماهم بالنبل حتى فنيت نبله*

كرامة عاصم فى حفظ جثته بعد استشهاده‌

و فى رواية نثر عاصم كنانته فيها سبعة أسهم فقتل بكل سهم رجلا من عظماء المشركين ثم طاعنهم حتى انكسر رمحه ثم سل سيفه و قال اللهمّ انى حميت دينك صدر النهار فاحم لحمى آخره* و فى الصفوة فجرح رجلين و قتل واحدا و قتلوه بالنبل فقالوا هذا الذي آلت فيه المكية و هى سلافة فأرادوا أن يحتزوا رأسه ليذهبوا به إليها فبعث اللّه مثل الظلة من الدبر بفتح المهملة و سكون الموحدة أى الزنابير فحمته فلم يستطيعوا أن يحتزوا رأسه فقالوا أمهلوه حتى يمسى فتذهب عنه فلما أمسى أرسل اللّه سيلا فحمله الى حيث أراد اللّه فسمى حمى الدبر و ذلك يوم الرجيع* و فى معالم التنزيل فاحتمل السيل عاصما فذهب به الى الجنة و حمل خمسين من المشركين الى النار* و فى حياة الحيوان ان المشركين لما قتلوه أرادوا أن يمثلوا به فحماه اللّه بالدبر فارتدعوا عنه حتى أخذه المسلمون فدفنوه* و عن عمر بن الخطاب قال ان عاصما نذر أن لا يمس مشركا فلما و فى بنذره عصمه اللّه تعالى عن مساس المشركين اياه فصار عاصم معصوما* روى ان قريشا بعثت الى عاصم ليؤتوا بشي‌ء من جسده يعرفونه فلم يظفروا منه على شي‌ء و كان عاصم قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر و لعلّ العظيم المذكور عقبة بن أبى معيط فانّ عاصما قتله صبرا بأمر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بعد ان انصرفوا من بدر و وقع عند ابن اسحاق و كذا فى رواية يزيد بن أبى سفيان انّ عاصما لما قتل أرادت هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعيد و هى أمّ مسافع و جلاس ابنى طلحة العبدرى و كان عاصم قتلهما يوم أحد و كانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن الخمر فى قحفه* قال الطيرى و جعلت لمن جاء برأسه مائة ناقة فمنعه الدبر أى الزنابير فلم يقدروا منه على شي‌ء و كان عاصم قد أعطى اللّه العهد أن لا يمسه مشرك و لا يمس مشركا و كان عمر لما بلغه خبره يقول يحفظ اللّه العبد المؤمن بعد وفاته كما حفظه فى حياته و انما استجاب اللّه له فى حماية لحمه من المشركين و لم يمنعه من قتله لما أراد اللّه من اكرامه بالشهادة و من كرامته حمايته من هتك حرمته بقطع لحمة* و أمّا الستة الأخر فاقتدوا بعاصم فقاتلوا

اسم الکتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس المؤلف : الشيخ حسين ديار البكري    الجزء : 1  صفحة : 455
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست